استطاعت المغربية ليلى الشياظمي أن تجد لها موقع قدم في عالم البحث العلمي بالديار الاسبانية، حيث تتولى البحث العلمي بجامعة غرناطة وتترأس اليوم جمعية الباحثين الأجانب التي تضم في عضويتها العديد من الجنسيات من مختلف القارات، هذه الجمعية تأسست سنة 2008، كما أنها عضوة لمجموعة البحث »TECHNE« التي تشكل فريق عمل متعدد التخصصات لتسليط الضوء على هذه الباحثة المغربية بالديار الاسبانية وفي جمعية الباحثين هناك التي تترأسها وأشياء أخرى كان الحوار التالي: } هناك العديد من الكفاءات المغربية التي سطع نجمها خارج الوطن من خلال العديد من التخصصات، هل يمكن أن نتعرف أكثر عن ليلى الشياظمي؟ أنا باحثة بجامعة غرناطا الاسبانية، وقد ترأست جمعية الباحثين الأجانب التي تضم في عضويتها العديد من الباحثين من مختلف الجنسيات, هذه الجنسية تأسست سنة 2008، حيث تشكل فريقا متعدد التخصصات وينضم إلى هذه المجموعة العديد من الكفاءات ذوي المؤهلات وتشتغل في مجالات العلوم والتكنولوجيا. وفي مجال البحث والادارة العمومية وإدارة المنشآت الصناعية وقد نشرت العديد من المقالات في المجالات الدولية وبراءات الاختراع. } باعتبارك رئيسة جمعية الباحثين الأجانب بالديار الاسبانية, ماهو الهدف من وراء إنشاء هذا الإطار؟ الغاية من ذلك هو أن الباحثين الشباب الأجانب ومن مختلف الجنسيات يعانون خلال اقامتهم بالديار الاسبانية من عدة عراقيل ومشاكل حقيقية، إن على المستوى الاداري أو اللغوي وحتى على مستوى البحث العلمي, ولهذه الاسباب جاءت فكرة خلق هاته الجمعية منذ خمس سنوات، حيث تهتم بمساعدة الباحثين الاجانب على حل مشاكلهم من أجل إنجاز أبحاث علمية من مختلف التخصصات. وفي سنة 2012 حصلت الجمعية من طرف الحكومة الاسبانية على جائزة الاعتراف بالتطوع والعمل الجاد والخدمات التي تقدمها الجمعية للمجتمع. } ماهي أهم المشاريع التي أنجزتها جمعيتكم؟ كل سنة ومنذ التأسيس ننظم مؤتمرات علمية وأيام خاصة بالدكتوراه ومعارض كما نقدم دروسا وحصصا في التكوين. وآخر ما قمنا به هو تقديم التدريب على هندسة المنتجات. } بصفتك مغربية وترأسين هذه الجمعية هل من خدمات تقدمينها إلى بلدك الأم؟ طبعا، الجمعية تقدم مساعدات للفئات التي تعاني من الهشاشة والفقر في المغرب وهي تتوفر على مؤهلات بشرية متنوعة التوجهات الفكرية والعقائدية. وكل سنة تقوم بجمع التبرعات من أعضاء الجمعية عن طريق تنظيم احتفالات وارسال الملابس الجديدة و واللوازم المدرسية ولعب الاطفال إلى المغرب. كما قمنا بالعديد من الأنشطة بالمغرب مثل الجامعة الصيفية بالحسيمة وتنظيم دورات تكوينية في هندسة معرفة المنتجات وأنشطة ثقافية وتراثية فنية. } بصفتك باحثة في جامعة غرناطة, كيف يمكن للتكنولوجيا والبحث العلمي بصفة عامة أن يساهما في التنمية؟ التكنولوجيا والبحث العلمي هما أداة رئيسية للتنمية بفعل دورهما الحاسم في الأداء والتنافسية والفعالية وعقلنة المنظومة الادارية والمالية والتربوية والثقافية للمؤسسات. وفي المغرب, من الواضح ودون شك أن التنمية ترتبط ارتباطا وثيقا بتأهيل البحث العلمي وبدعم وتقوية التكنولوجيا ببلدنا. } تعرف اسبانيا أزمة مالية خانقة، هل أثر ذلك على مجال البحث العلمي على الأقل بجامعة غرناطة؟ طبعا هناك تأثير مباشر، إذ عرفت جامعة غرناطة نقصا ماليا بسبب تراجع مساهمة الدولة في هذا المجال، مما كان له أثر على انخفاض الدعم المقدم للجمعية، لكن بفعل إصرار وعزيمة كل الأعضاء فقد تمكنت الجمعية من إنجاز كل أنشطتها التي تم تسطيرها، لكن من المؤكد أن هناك العديد من مراكز البحث العلمي في اسبانيا, وغالبية أعضاء هذه المراكز اتجهوا صوب كندا والنرويج والدانمارك وألمانيا. } من خلال مسارك في البحث العلمي، هل قوبل من طرف المسؤولين هناك بالاعتراف؟ بالطبع، هناك اعتراف من طرف الدولة الاسبانية بالمجهودات التي أقوم بها، إذ حصلت على عدة جوائز من جامعات اسبانية كقادس وجائزة أحسن تقديم للشركة بمناسبة الدورة السادسة للندوة المنظمة من طرف جامعة اسبانيا 2008، كما حصلت في نفس السنة على جائزة أحسن عمل فريق } ما هو طموحك كرئيسة لجمعية الباحثين الأجانب وكباحثة بجامعة عرناطة؟ طموحي، هو أن تتطور هذه الجمعية التي تضم باحثين من مختلف التخصصات، مهمتهم خلق وتطوير منتجات مبتكرة موجهة للشركات، والتقييم التكنولوجي للعموم، وتطوير البرامج التي وضعتها مجموعة »هندسة المنتجات» لضمان قيمة مضافة للمنتجات والتميز بين الشركات التي تتعاون مع مجموعتنا وبين منافسيها والرفع من انتاجية المسوقين إلى مستويات عالية ,وطموحي أيضا كرئيسة لهذه الجمعية هو تشجيع النشاط العلمي. وتحفيز البحوث ونشر المعرفة ودعم الجهود الرامية الى الحد من الفقر في افريقيا. وتحسين الظروف المعيشية للأفارقة وتعبئة الموارد من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة السمراء. كما أنني ملتزمة بمبدأ التنوع وحق الاختلاف، وأحاول توظيف أفضل الطاقات في جميع أنحاء العالم في مشاريع البحوث والمؤتمرات والدورات التدريبية التي تنظم من طرف جمعيتنا. إذ ندرك أن من مسؤؤليتنا أيضا نشر السلام والتضامن، بكلمة واحدة تحسين العالم الذي نعيش فيه. كما أننا نعمل مع المنظمات غير الحكومية لمساعدة الفئات الأكثر حرمانا في هذه الجمعيات. } الأستاذة ليلى الشياظمي, أول باحثة مغربية تحصد العديد من الجوائز، هل من ايضاحات؟ بالفعل, أنا أول مغربية تحصد العديد من الجوائز خلال ندوات سلك الدكتوراه بجامعة الأندلس، ففي كل طبعاتها كنت أنا أول جامعية مغربية التي لديها براءات الاختراع الدولية مع حقوق الاستغلال. } الا تفكرين في استغلال موقعك وإدماج الباحثين المغاربة في اسبانيا على الأقل في وطنهم الأم لكي يستفيد من خبراتهم؟ الوضع الحالي الذي تعرفه اسبانيا والمتسم بالأزمة المالية والاقتصادية الحادة، جعلني أفكر في إدماج الباحثين المغاربة الذين يرغبون في الدخول الى المغرب، لكن للأسف لا نتوفر على الامكانيات التي يمكن أن تحقق هذا الحلم، لصالح بلدي. } ما هي البرامج التي تسطرها ليلى الشياظمي من خلال جمعيتها في المستقبل؟ سننظم مؤتمرا متعدد التخصصات للباحثين الشباب هذه السنة 2013 الهدف منه هو معرفة آخر التطورات في ميدان البحث العلمي، وكذلك مناقشة مختلف القضايا الراهنة وتبادل الأفكار مع الأصدقاء والجمعيات والمشاركين في هذا المؤتمر، إذ سيتم استحضار جميع ميادين البحث الكبرى، خلال هذا اللقاء من علوم الحياة، الصحة، العلوم الفيزيائية الرياضة الآداب والفن والعلوم الإنسانية والاجتماعية والتربوية، وإنجاز مشروع أوربي بالحسيمة يهدف إلى نشر العلم وإنشاء مجلة دولة كأداة لنشر المعرفة العلمية ستكون موجهة الى مجموع الباحثين والرأي العام كذلك، لتوضيح التقدم الذي عرفه البحث العلمي، وكذلك رصد القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية.