عاش المستشفى الإقليمي للا مريم بالعرائش، ظهر الأربعاء الماضي، حدثا استثنائيا واستنفارا طبيا، عقب إنجاب سيدة ل"أربعة توائم" بجناح التوليد، كلهن إناث، وذلك بعد إتمامها لشهرها التاسع من الحمل، حيث لم تعلم بأمر حملها ل"التوائم الأربعة" إلا لحظة الوضع، وهي ترى بعينيها المواليد الجدد وهم يرون النور الواحدة تلو الأخرى. وتعتبر هذه الولادة هي الرابعة بالنسبة للام، إذ أنها أم لذكرين اثنين وبنت واحدة، رزقت بهم في ثلاثة ولادات سابقة، حيث أشرفت على توليدها مولدتان فقط، قبل أن تعم حالة استنفار بالجناح، تجنبا لوقوع أي طارئ بخصوص الحالة الصحية للتوائم الأربعة أو الأم. وعلمت "اليوم 24″ من مصدر طبي، أن الأم "رشيدة خزاني" البالغة من العمر 30 سنة، قدمت من دوار أولاد المصباح بجماعة ريصانة الشمالية بإقليم العرائش، إلى المستشفى الإقليمي للا مريم، على متن سيارة إسعاف تابعة للجماعة القروية، بعدما لاحظت كبر حجم بطنها، مقارنة مع حالات الحمل الثلاثة السابقة التي مرت منها، في الوقت الذي لم تكن تعلم أنها حامل ب"أربعة توائم"، ولم يتبادر إلى مخيلتها قط أنها حامل بأكثر من جنين واحد، خصوصا وأنه سبق لها أن أجرت فحصا طبيا لدى طبيب للطب العام بعيادة خاصة، حيث اكتفى بإخبارها بأنها حامل فقط، دون أن يخبرها بالمزيد من التفاصيل حول موضوع حملها، ليتم استقبالها بجناح التوليد حوالي الساعة ال 10 من صباح الأربعاء الماضي، فتم إخضاعها لكشف طبي من قبل طبيب التوليد، تبين من خلاله أن عملية الوضع ليست محفوفة بأية مخاطر تذكر، حيث شرعت مولدتان في توليدها دون إخضاعها لأية عملية أو تدخل جراحي، لتفاجأ الأم بالمواليد الجدد وهن يرين النور الواحدة تلو الأخرى، حيث بدت عليها علامات الاستغراب والدهشة، حيث انتهت عملية توليدها في حدود الساعة ال 12 و40 دقيقة في ظروف جيدة. وقد تراوح وزن التوائم بين كيلوغرام واحد و56 غراما، وكيلوغرام واحد و950 غرام. هذا وعاينت "اليوم 24″ حالة استنفار بجناح التوليد، حيث حضر مدير المستشفى وتم إخبار المدير الجهوي بطنجة بالحدث، وتم نقل التوائم الأربعة اللواتي بلغ وزن كل منهن كيلوغرام واحد و950 غرام، وكيلوغرام و450 غرام، وكيلوغرام و400 غرام، وكيلوغرام و56 غرام، إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة بواسطة سيارة إسعاف جماعية في ظروف غير مواتية، لوضعهن بالزجاجات الحاضنة "الحضانات" لتفادي أية مضاعفات محتملة، ومدهن بالأوكسجين. وبينما عمت الفرحة بين المولدتين وباقي الممرضات اللواتي كن حاضرات أثناء توليد "رشيدة"، حيث سمعت الزغاريد فرحا بنجاح عملية ولادة أربعة توائم، كان إحساس الأم مخالفا تماما، حيث بدا عليها الارتباك، ودخلت في صمت رهيب، وعلامات الدهشة تكسو وجهها. "اليوم 24″ زارت، صباح الخميس الماضي، الأم "رشيدة خزاني" والدة التوائم الأربعة، وحاولت نقل الشعور والإحساس الذي يخالجها بعد وضعها، حيث اكتفت الأم بقول "الحمد لله" دون أن تنطق شفتاها بكلمة أخرى، لتلح "اليوم 24″ بالسؤال عن مدى فرحتها بالمواليد الأربعة الجدد، لتكتفي الأم مرة أخرى بقولها "الحمد لله أو صافي" قبل أن تطأطىء رأسها وهي تتنهد، كما لو أنها تتخوف من مستقبل ملفوف بالكثير من الغموض على مستقبل رضيعاتها. وحاولت "اليوم 24″ النبش في الوضع الاجتماعي لأسرة أم التوائم الأربعة، لتؤكد "رشيدة" أن مدخول زوجها لا يتعدى في أحسن الظروف 30 درهما في اليوم، حيث يمتهن بيع "النعناع" الذي يستقدمه يوميا من دوار أولاد المصباح على متن حمار، حيث يقطع حوالي 12 كيلومتر على متن دابته، لبيع سلعته بالقرب من السوق المركزي بالعرائش، لتعبر الأم بكل صراحة عن خوفها من المستقبل قائلة: "وكيف غاديا ندير مع هاذ أربعة دلبنيتات وحنا فقرا"، قبل أن تذرف الدموع من مقلتيها، ما دفع "اليوم 24″ لاستفسارها عن سبب بكائها، لتبرر ذلك بعدم اطمئنانها على فلذات كبدها قائلة "وحتى بنيتاتي بعادين عليا دابا"، خصوصا وأنهن بعيدات عنها، بعد نقلهن إلى مستشفى محمد الخامس لتفادي أية مخاطر محتملة.