«محاولة القتل، وتعييب منشآت عمومية، وتبادل الضرب والجرح، وحيّازة سلاح أبيض دون ترخيص» هي التهم الثقيلة التي قرّرت النيّابة العامة باستئنافية مراكش، مساء يوم الجمعة المنصرم، توجيهها إلى 15 طالبا، الذين تم اعتقالهم على خلفية المواجهات الدامية التي عاشها الحي الجامعي بالمدينة نفسها، ليلة الأربعاء/الخميس، بين طلبة ينتمون إلى»الفصيل الطلابي الصحراوي»، وآخرين محسوبين على»لجنة طلبة إقليمقلعة السراغنة. وهي المواجهات أسفرت عن إصابة 5 طلبة بجروح متفاوتة الخطورة، إذ تم نقلهم إلى قسم المستعجلات مستشفى ابن طفيل. وبينما غادر أربعة منهم المستشفى، صباح اليوم الموالي، بعد تلقيهم العلاجات الضرورية، لا يزال طالب يرقد بالقسم نفسه، في حالة صحية حرجة، إثر إصابته بجروح خطيرة. النيّابة العامة قرّرت متابعة المتهمين في حالة اعتقال، وأحالتهم على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، الذي استنطقهم تمهيديا، وخلص إلى متابعتهم بالتهم نفسها المذكورة، قبل أن يتم إيداعهم السجن المدني «لوداية» بمراكش. في غضون ذلك، مازالت التعزيزات الأمنية واللوجستيكية مكثفة في محيط الحي الجامعي بحي «الداوديات»، إذ تم استنفار أزيد من 100 رجل أمن من مختلف الأسلاك الأمنية، فضلا عن قاذفات ماء وأكثر من 14 سيارة أمن. وعلمت «اليوم24» من مصادر مطلعة أن فصائل طلابية تقدمية دخلت على خط الوساطة بين الطلبة الصحراويين والسراغنة، محاولة إنهاء هذه المواجهات التي تعد الثالثة من نوعها بينهما في أقل من سنتين. وحسب المصادر نفسها، فمن المقرّر أن تلتئم حلقيات مشتركة، خلال الساعات القليلة القادمة، بين الطلبة المنحدرين من إقليمقلعة السراغنة والطلبة الصحراويين المنتمين إلى «الفصيل الطلابي الصحراوي»، بتياريه: «خط الشهيد» و»خط الجبهة»، إذ يجمع قياديو الفصيلين على أن تبادل الضرب والجرح والرشق بالحجارة بين الطلبة المتنازعين، خلال المواجهات الأخيرة، لا علاقة له بالخلافات الإيديولوجية والسياسية والنقابية التي تنشب عادة بين الفصائل والتيارات الطلابية، واصفين المتورطين فيها بأنهم مجرد «بلطجية» و»شماكرية»، ولا علاقة لهم بالجسم الطلابي. ويشددون على أن الهم المشترك لجميع الفصائل الطلابية المنتمية إلى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب هو التصدي للمخطط الجامعي الرباعي، والمطالبة بتوفير أجواء ملائمة للسكن والدراسة والإطعام بجامعة القاضي عيّاض، والسعي وراء توفير السكن للطلبة المنحدرين من خارج مراكش بالحي الجامعي بعيدا عمّا وصفوه ب»المحسوبية والعلاقات الزبونية».