سادت، أول أمس، أجواء من التوتر أثناء محاكمة السيدة المتهمة بنقل «السيدا» عن طريق ممارسة الفساد، بين هيئة الدفاع وبين النيابة العامة، بالمحكمة الابتدائية بطنجة. أسباب هذا التوتر تسببت فيه تصريحات المتهمة «م س»، التي فاجأت كل من تابع أطوار هذه المحاكمة، عندما صرحت أمام الهيئة القضائية أنها لا تمارس الدعارة، وأن الشابين اللذين يتهمانها بنقل المرض إليهما هما من قاما ب»اختطافها» و»اغتصابها»، وبأنه لم يسبق لها أن مارست الدعارة، وبأنها لم تمكث في مدينة طنجة سوى شهرين. ورغم أن النيابة العامة واجهت المتهمة بتصريحاتها واعترافاتها لدى الضابطة القضائية، إلا أنها أنكرت كل ما جاء في تلك المحاضر، وقالت إنها وقعت عليها دون أن تطلع عليها بسبب جهلها القراءة والكتابة. هيئة الدفاع قالت إن موكلتها تعرضت ل «الاغتصاب بالقوة»، و»لم تمارس الفساد»، وهو ما دفع المحكمة إلى طلب إجراء تحاليل طبية جديدة على المتهمة، واثنين من المتابعين في حالة سراح، وهما اللذان تقول هيئة الدفاع إنهما اغتصبا المتهمة، وطالبت بإنزال أقصى العقوبات في حقهما. وأجلت المحكمة النطق بالحكم في القضية إلى 29 من الشهر الجاري، مع انتظار نتائج التحاليل الطبية، فيما ظل زوج المتهمة أيضا في حالة اعتقال، ورفضت المحكمة طلب إطلاق سراحه. وكانت المتهمة الرئيسة (مليكة.س)، رفقة زوجها (جلال.ن)، قد مثلا أمام الهيأة القضائية في حالة اعتقال، بعد انتهاء التحقيق التفصيلي معهما، وتأشير وكيل الملك على قرار متابعتهما بالأفعال المنسوبة إليهما. وقد جرى اعتقال المتهمة، وتبلغ من العمر حوالي ستة وثلاثين سنة، بعد أن تقدم كل من (زكرياء.م) و(أيوب.س)، بشكاية لدى مصالح الدائرة الأمنية الأولى، أفادا من خلالها بأنهما مارسا الجنس مع المتهمة، التي استدرجتهما لذلك، وقامت بأداء مصاريف الخمر وكراء الشقق، مبرزين في شكايتهما أنه بعد ذلك اتصلت بهما إحدى صديقات المتهمة (إيمان.خ) وأخبرتهما عن طريق الهاتف بكون السالفة الذكر مصابة بداء «السيدا»، حيث أكد المسمى زكرياء أنه مارس الجنس مع المتهمة ثلاث مرات، فيما أوضح أيوب أنه مارس الجنس معها مرة واحدة. على إثر ذلك، وبتعليمات من وكيل الملك، تم وضع المتهمة رهن تدابير الاعتقال الاحتياطي، كإجراء احترازي لتعميق البحث معها حول هذه القضية، كما تم اعتقال زوجها بعد التنقل إلى مسقط رأسه بمدينة وجدة، وكذا المشتكيين، حيث تم عرض الجميع على مركز تحاقن الدم بالمدينة، وأخذ عينات من دمهم تم إخضاعها لتحاليل مخبرية أسفرت نتائجها عن كون المتهمة وزوجها حاملين لفيروس «السيدا»، في حين جاءت نتيجة تحاليل كل من زكرياء، الذي يتحدر من الرشيدية، وأيوب، المتحدر من الخميسات، سلبية تؤكد عدم حملهما للفيروس لحدود الساعة. وكانت المتهمة قد اعترفت لدى الضابطة القضائية أنها كانت تعلم بإصابتها بهذا المرض، الذي انتقل إليها عبر زوجها في مدينة وجدة، وأبرزت أن الأسباب التي دفعتها لممارسة الجنس مع أشخاص وهي تعلم بمرضها كانت بدوافع انتقامية من الرجال، مشيرة إلى أنها ضاجعت عددا من الشباب، إلا أن ما تم التعرف عليهم لحد الآن هما ضحيتان المتابعان في القضية نفسها.