بعد أيام قليلة عن إعلان رئيس الحكومة الانتقالية في بوركينا فاسو المقدم إسحق زيدا أن بلاده ستطلب من المغرب تسليمها الرئيس المخلوع بليز كومباوري، التقى الرئيس البوركينابي ميشال كافاندو أمس الأحد بدكار وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، حيث ناقش الجانبان مواضيع كثيرة، فيما ظل موضوع تسليم الرئيس البوركينابي المطاح به خارج دائرة النقاش. المعلومات المتوفرة، تشير إلى أن الرئيس البوركينابي ميشال كافاندو أجرى أمس الأحد بدكار محادثات مع صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، تناولت دور المغرب في إنجاح محطة الانتقال الديمقراطي ببوركينافوسو، وذلك على هامش مشاركته في القمة الفرنكفونية. ولم يتم التطرق بصفة نهائية إلى استقبال المغرب للرئيس البوركينابي المطاح به عقب احتجاجات شعبية في أكتوبر الماضي، ليفر على إثرها صوب ساح العاج، ومنها إلى المغرب. هذا في الوقت الذي تعهد فيه رئيس الحكومة الانتقالية زيدا في لقاء مع الصحافة الوطنية بمكتبه في العاصمة واغادوغو الأسبوع الماضي " بفتح تحقيقات في وفاة رئيس سابق، وهو مطلب رئيسي للمحتجين الذين أطاحوا بكومباوري من السلطة، ومن تم طلب المغرب تسليم كومباوري لبلاده". وانحصر اللقاء بين مزوار وكافاندو في تبادل "المجاملات الديبلوماسية"، حيث عبر الرئيس الجديد لوزير الشؤون الخارجية والتعاون ان بوركينافوسو تشيد بالاهتمام والعناية التي يوليها الملك محمد السادس لاستقرار هذا البلد الشقيق ومساعدته في إنجاح محطة الانتقال الديمقراطي التي يعشها والقطع مع الماضي بالتوجه نحو المستقبل. وأشاد الرئيس البوركيني الجديد بعمق علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين، مؤكدا لوزير الشؤون الخارجية انه ممتن للمغرب وللملك للموقف الإيجابي للمغرب الداعم للتحول الديمقراطي الذي تعيشه البلاد ، وهو ما لم يكن مفاجئا، بل كان المغرب دائماً، يضيف الرئيس البوركيني، إلى جانب بوركينافوسو في دعم أسس استقرارها وبناء مؤسساتها. كما شدد الرئيس على ان العلاقات بين البلدين ستشهد مرحلة أسمى من التعاون والشراكة الاستراتيجية الشاملة والتفاهم المتبادل في كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، مبديا اهتمام بلاده بلعب المغرب دورا رائدا في دعم محطة الانتقال. من جانبه، أبلغ وزير الشؤون الخارجية والتعاون الرئيس الانتقالي لبوركينافاسو، سعي الملك إلى أن يظل المغرب صديقا مميزا لبوركينافسو انطلاقا من دعم الحكومة الانتقالية في مسعاها من اجل إرساء أسس المصالحة الوطنية وبناء مؤسسات ديمقراطية منتخبة و بتقديم كل أشكال الدعم إلى الشعب البوركيني كي ينجح في مساره الديمقراطي وينعم بالرفاهية والاستقرار ويتجاوز كل الصعوبات المرتبطة بهذه المرحلة الانتقالية الصعبة التي يجتازها. يذكر أن خبر وصول الرئيس البوركنابي السابق "بليز كومباروي" الى المغرب ظل بعيدا عن دائرة الضوء إلى أن تسرب إلى وسائل الإعلام، وهو ما اضطر وزارة الخارجية إلى الخروج عن صمتها لتؤكد الخبر. وأكدت عبر بلاغ رسمي لها أن الرئيس البوركينابي السابق ، بليز كومباوري، قد حل بالدار البيضاء، مرفوقا بخمسة أشخاص، وذلك من أجل الإقامة لمدة محددة.