أقدم أكثر من 350 مهاجر إفريقي ينحدرون من دول جنوب الصحراء على اقتحام السياج المحيط بمدينة مليلية المحتلة في حدود الساعة السابعة من صباح اليوم الأربعاء 29 أكتوبر، ووفق مصادر مطلعة من المدينةالمحتلة فإن المهاجرين أقدموا على تنفيذ عمليتين متفرقتين في نفس التوقيت، الأولى نفذها أكثر من 150 مهاجرا، فيما العملية الثانية أقدم عليها أكثر من 200 مهاجر. ووفق المصدر نفسه فان المهاجرين رغم التصدي الذي واجهوه من جانب القوات العمومية المغربية والحرس المدني الاسباني، إلا أن عدد منهم تمكنوا من دخول المدينة، وأكد المصدر نفسه أن 3 على الأقل من المهاجرين تمكنوا من وصول إلى المدينة، فيما الباقي عملت القوات العمومية على إبعادهم على السياج والعودة إلى منطقة "غوروغو" التي يتحصنون فيها. الهجوم أسفر أيضا وفق المصدر نفسه عن سقوط 8 جرحى نقلوا إلى المستشفى الإقليمي بالناظور (المستشفى الحسني)، لتلقي الإسعافات الضرورية، حيث وصف المصدر ذاته الجروح التي أصيبوا بها ب"الخفيفة" نتيجة محاولتهم تجاوز الأسلاك الشائكة بسياج المدينةالمحتلة. هذا وأعلن مكتب الحكومة المحلية وفق ما نقلته وسائل إعلام إسبانية أن عدد محاولات الاقتحام التي نفذها المهاجرون منذ بداية هذا العام، بلغت 60 محاولة بمعدل 6 محاولات كل شهر تقريبا، بلغ العد الإجمالي للمهاجرين الذين حاولوا دخول المدينةالمحتلة عبر هذه المحاولات أزيد من 14 ألف مهاجر من جنسيات مختلفة، تمكن 2000 منهم من دخول المدينةالمحتلة حيث تم نقل عدد منهم من مركز المهاجرين إلى مراكز أخرى في الجنوب الاسباني في هذا السياق وتعليقا على المحاولة الأخيرة والأرقام المقدمة حول عدد المقتحمين ومحاولاتهم، أكد حسن عماري الباحث في شؤون الهجرة واللجوء ل"اليوم24″، أن هذه المحاولات المتكررة وبتلك الأرقام الكبيرة تعكس أمرين أساسيين الأول، أن المهاجرين غير النظاميين القادمين من دول جنوب الصحراء، رغم أن المغرب أقدم على عملية استثنائية لتسوية وضعيتهم إلا أنهم "مصرون على الوصول إلى الضفة الأخرى عن طريق اقتحام المدينةالمحتلة"، ثم يعكس ثانيا أن السياسة الأمنية المفروضة من طرف الاتحاد الأوربي "فشلت فشلا ذريعا"، فرغم كل السياجات والكاميرات الموضوعة إلا أن المهاجرون يتمكنون من دخول المدينةالمحتلة، وهو ما يفرض على الاتحاد الأوربي وفق نفس المتحدث "التفكير بعمق لوضع برامج بالشراكة مع الدول المصدرة للهجرة لتنميتها وبالتالي معالجة أصل الإشكال".