أعادت واقعة طرد سائحة خليجية من إحدى دور الأوبرا بفرنسا بسبب ارتدائها النقاب، فتح النقاش حول الموضوع القديم-الجديد للعنف ضد المنقبات والمحجبات. وأورد موقع "ومنز نيوز" الإخباري شهادات لنساء كن ضحايا العنف اللفظي وحتى الجسدي في فرنسا، وروت إحدى المحجبات الفرنسيات أن تشبتها بارتداء الحجاب عرض حياتها للخطر بعد تعرضها للعديد من المضايقات، ومنعها من الاستفادة من مجموعة من الحقوق التي تتمتع بها مواطنات فرنسيات مثلها، مشيرة أن حياتها و حياة المحجبات المسلمات القاطنات بفرنسا، معرضة للخطر. وروت سيدة أخرى أن الأمر لم يعد يتعلق بمجرد حالات عنف معزولة، بل هناك شكايات متتالية قدمتها النساء في مخافر الشرطة الفرنسية، وقالت المرأة البالغة من العمر أربعين سنة، القاطنة ببلدة "بيكاري" الفرنسية، متزوجة ولها ثلاثة أبناء" أخاف في كل مرة أكون فيها خارج المنزل، أتسوق أو أقضي غرضا ما، من التعرض للضرب، ويراودني شعور أن أحدهم يلاحقني، ليعتدي علي"، مضيفة أنه على الرغم من عدم ارتدائها النقاب، ووضعها لغطاء الرأس فقط الذي يظهر ملامح وجهها كاملة، فإنها تخاف التعرض للاعتداء مثلما تعرضت له صديقات لها. وكشف الموقع أن قضية الحجات عادت لتطفو على السطح من جديد بعد تزايد الاعتداءات على نساء محجبات كانت آخرها تعرض امرأة مغربية ضواحي مدينة "لافال" للسب والتهديد بالقتل و الضرب ومحاولة انتزاع الحجاب على يد زوجان فرنسيان، ويؤكد الموقع أن العنف الموجه اتجاه المحجبات، لم يعد يقتصر على الإهانات اللفظية، بل تطور لاعتداءات جسدية، تشكل خطرا على حياة هذه الفئة التي تعاني التضييق منذ مصادقة فرنسا عام 2004 على قانون حظر كل الرموز الدينية في المدارس، وبعده قانون حظر ارتداء النقاب،عام 2010 بحجة أنه يهدد الأمن العام. وتشير منظمة التضامن ضد اعتداءات الإسلاموفوبيا في فرنسا إلى زيادة الاعتداءات على المسلمين في الفترة الأخيرة بالبلاد، وطبقًا لتقريرها الأخير يتعرض مسلم كل يوم للعنف والاعتداء، مؤكدة أن الاعتداء البدني المباشر على المسلمين قد تزايد بشدة، إذ شهد عام 2011 حوالي 262 حالة اعتداء، في حين زادت الاعتداءات لتصل إلى 364 حالة عام 2012.