وانهارت الجمعة الماضي ثلاث بنيات مؤلفة من أربعة وخمسة طوابق, في حي بوركون في مدينة الدارالبيضاء , يعود تاريخ بنائها الى سنوات الستينيات والسبعينيات. وخلف انهيار المباني الثلاثة, الذي وقع خلال سحور يوم الجمعة, 23 قتيلا و54 جريحا, فيما تم إجلاء 28 عائلة من المباني المجاورة المهددة بدورها بالانهيار, بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية المغربية الأربعاء. وبحسب شهادات السكان فإن البناء العشوائي لطوابق جديدة خارج القانون لإحدى البنايات, إضافة الى أشغال الإصلاح في الطابق السفلي للبناية النفسها, هي السبب الأصلي وراء انهيار المباني الثلاثة. وكان صاحب البناية التي تسببت في الانهيار اخر من تم انتشاله من بين الأنقاض فجر الاثنين, فيما تم اعتقال ابنيه على ذمة التحقيق حسبما أفاد مصدر قريب من التحقيق الأربعاء لفرانس برس. وألقت السلطات القبض أيضا على المقاول المسؤول عن أشغال الإصلاح في البناية المذكورة, إضافة الى المهندس المعماري حسبما أفاد المصدر نفسه مشيرا إلى أن "التحقيق ما زال جاريا". من ناحية أخرى صرح نبيل بنعبد الله وزير الإسكان والتعمير المغربي في حديث لإحدى الإذاعات الخاصة بالقول "يبدو أن الأسباب للانهيار مرتبطة مباشرة بالبناء بدون ترخيص" و"إضافة طوابق جديد الى بنايات كان من المفروض ألا تتجاوز طابقا واحدا". وأضاف الوزير "يجب علينا الخروج من البناء العشوائي ومحاربة كل مظاهر الرشوة والممارسات الفاسدة التي قد تكون موجودة". وأكد وزير الأسكان أن الحكومة "تتبعت عن كثب ما كان يجري", وأنها "ستسهر أن يتم الانتهاء من التحقيق واتخاذ قرارات بشأن المسؤوليات". ودافعت ولاية الدارالبيضاء في بيان الأربعاء عما قامت به من جهود طيلة أيام البحث والإنقاذ, منتقدة في الوقت نفسه ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من "أخبار خاطئة واتهامات مجانية", وذلك بعد انتقادات الصحافة لغياب التواصل وتأخر انقاذ البعض. وشهدت مدينة الدارالبيضاء, كبرى مدن المغرب التي يقطنها نحو ستة ملايين شخص, خمسة انهيارات منذ سنة 2009 خلفت 12 قتيلا, تضاف إليهم حصيلة 23 قتيلا خلال 2014. وافاد تقرير صدر عن وزارة الإسكان المغربية ان ما بين اربعة الاف وسبعة الاف مسكن مهددة بالانهيار في اي لحظة في الدارالبيضاء. ومدينة الدارالبيضاء ليست الوحيدة التي تعاني من مشكلة المساكن المهددة بالانهيار, لأن هناك اكثر من 114 ألف منزل في مختلف أنحاء المغرب مهددة بالانهيار, وفق تصريح سابق لنبيل بنعبد الله, وزير الإسكان المغربي.