حجز المنتخب الوطني المغربي مقعدا له في ربع النهائي، عقب انتصاره على إسبانيا بالضربات الترجيحية، في المباراة التي جرت أطوارها، اليوم الثلاثاء، على أرضية ملعب المدينة التعليمية، بمدينة الريان القطرية، لحساب ثمن نهائي كأس العالم قطر 2022. ودخل المنتخبان المباراة في جولتها الأولى عازمين على افتتاح التهديف، ومن ثم البحث عن الحفاظ على النتيجة، التي ستؤهل أحدهما إلى ربع النهائي، لمواجهة المنتصر من لقاء البرتغال وسويسرا، علما أن المغرب سيبحث عن تأهله لدور الثمانية للمرة الأولى في تاريخه، بعدما كرر إنجاز 1986 بتواجده في الثمن. وكان الاستحواذ منذ البداية إسبانيا، حيث حاول أبناء لويس إنريكي الوصول إلى شباك ياسين بونو، معتمدين على التمريرات القصيرة من الدفاع مرورا بالوسط، ووصولا إلى موراتا الذي ظل يبحث عن الثغرة التي ستمكنه من افتتاح التهديف، فيما فضل وليد الركراكي الاعتماد على سرعة لاعبيه في الهجمات المرتدة، مع غلق كل الطرق التي تؤدي إلى المرمى. وبدأ لاعبو المنتخب الوطني المغربي يدخلون في أجواء اللقاء مع مرور الدقائق، بشنهم لبعض الهجمات بين الفينة والأخرى وقتما سنحت لهم الفرصة، أملا في مباغتة لاروخا بهدف ضد مجريات اللعب، فيما واصل رفاق بوسكيتس ضغطهم العالي بالاعتماد على "تيكي تاكا"، المعروفة لدى الكرة الإسبانية. وكاد المنتخب الإسباني أن يسجل الهدف الأول في مناسبتين، لولا التدخل الجيد للدفاع المغربي، رفقة الحارس ياسين بونو، علما أن لاعبي لاروخا نزلوا بكل ثقلهم بحثا عن تسجيل الهدف الأول، تجنبا لأية مفاجآت من المنتخب الوطني المغربي، الذي ظل يبحث عن الثغرة التي ستمكنه من الوصول إلى شباك أوناي سيمون. وكان رفاق حكيم زياش قريبين من افتتاح التهديف عن طريق اللاعب نصير المزراوي، من تسديدة قوية من خارج مربع العمليات، لولا التصدي الجيد للحارس أوناي سيمون، لتتواصل المباراة بين شد وجذب بين المنتخبين، بحثا عن الهدف الذي استعصى عليهما معا، نتيجة التكتل الدفاعي من قبل المغرب، والتسرع وقلة التركيز في اللمسة الأخيرة. وكادت رأسية نايف أكرد أن تسكن شباك سيمون، لو لم تذهب فوق العارضة بقليل، في حين لم تعرف الدقائق الأخيرة أي جديد، لتنتهي الجولة الأولى بالتعادل السلبي صفر لمثله، ويتأجل الحسم في هوية المتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم قطر 2022، لملاقاة الفائز من البرتغال وسويسرا، إلى غاية الشوط الثاني. وسارت الجولة الثانية كسابقتها بسيطرة إسبانية على مجريات المباراة طولا وعرضا، بحثا عن الهدف الأول الذي استعصى عليه في الشوط الأول، نتيجة التكتل الدفاعي للمغرب، مقابل دفاع مغربي مع بعض المناورات بين الفينة والأخرى وقتما سنحت له الفرصة، أملا في الوصول إلى شباك سيمون، للتقدم في النتيجة ومن ثم البحث عن المحافظة عليها، للحسم في التأهل إلى دور الثمانية لأول مرة في تاريخ الكرة المغربية. ولم يجد لويس إنريكي حلا للتكتل الدفاعي للمنتخب الوطني المغربي، ما جعله يقجم موراتا مكان أسينسيو، وكارلوس سولر بدلا من غافي، في حين أقحم وليد الركراكي عبد الصمد الزلزولي مكان سفيان بوفال، أملا في السيطرة على خط الوسط، واستغلال تقدم لاعبي المنتخب الإسباني لتسجيل الهدف الأول. وواصل إنريكي تغييراته، سعيا منه لفك شفرة الدفاع المغربي، بإقحامه نيكو ويليامس مكان بابلو مارتن باييز، فيما حافظ وليد الركراكي على تبديله الوحيد، في انتظار ما ستفسر عنه الدقائق القليلة المقبلة، علما أن الأوضاع بقيت على ماهي عليه، بسيطرة إسبانية مطلقة على مجريات اللقاء، مقابل دفاع مغربي متأخر، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، لعلها تهدي له هدفا ضد مجريات اللعب. وأقحم وليد الركراكي ثلاثة تغييرات دفعة واحدة، بإدخال كلٍ من وليد اشديرة ويحيى عطية الله وعبد الحميد الصابيري، مكان يوسف النصيري ونصير مزراوي وسليم أملاح، ليجري بعد ذلك التغيير الخامس والأخير، بإخراج نايف أكرد المصاب، وإقحام جواد الياميق، لتتواصل المباراة بعد ذلك بدون أي تغيير في عداد النتيجة، لتنتهي المباراة بتعادل سلبي، مر على إثره الطرفان إلى الشوطين الإضافيين. وبدأ المنتخب الوطني المغربي الشوط الإضافي الأول مندفعا قليلا، بحثا عن مباغتة إسبانيا بهدف، دون تمكنه من ذلك، فيما ظل لاروخا يتربص بالثغرة التي ستهدي له هدفا يريح به كل الإسبانيين، علما أن السيطرة الإسبانية لم تبق كما كنت في الأشواط الأصلية للقاء خلال 90 دقيقة الأولى. وكاد وليد اشديرة أن يسجل الهدف الأول في الخمس دقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الأول، لولا التدخل الجيد للحارس أوناي سيمون، في حين لم تعرف الدقائق الأخيرة أي جديد، لتنتهي الجولة الإضافية الأولى على وقع نتيجة الشوطين الأصليين بالتعادل السلبي صفر لمثله. ولم تعرف الجولة الإضافية الثانية أي جديد من ناحية عداد النتيجة، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي صفر لمثله في أشواطها الأصلية والإضافية، لينتقل الطرفان معا إلى الضربات الترجيحية، التي أهدت التأهل إلى المنتخب الوطني المغربي على حساب إسبانيا، كاتبا بذلك التاريخ بتواجده في دور الثمانية للمرة الأولى في تاريخه، وينتظر المتأهل من مباراة البرتغال وسويسرا لمواجهته. وسيواجه المنتخب الوطني المغربي في ربع نهائي كأس العالم قطر 2022، المتأهل من مباراة البرتغال وسويسرا، التي ستجرى مساء اليوم الثلاثاء، بداية من الساعة الثامنة مساء، على أرضية ملعب لوسيل، بمدينة لوسيل القطرية.