حجز الوداد الرياضي مقعدا له في نهائي دوري أبطال إفريقيا، رغم تعادله مع بيترو أتليتكو الأنغولي بهدف لمثله، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم الجمعة، على أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، في إياب نصف النهائي، مستفيدا من انتصاره ذهابا هناك في لواندا بثلاثة أهداف لهدف. وبدأت المتعة من المدرجات، بعدما قامت الجماهير الودادية برفع تيفو مع بداية المباراة، مانحة لفريقها شحنة إضافية لتحقيق نتيجة إيجابية، وحسم التأهل إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا، لمواجهة المتأهل من الأهلي المصري ووفاق سطيف الجزائري. وبدأ الوداد المباراة في جولتها الأولى مندفعا، مع توخي الحيطة والحذر في الشق الدفاعي، خوفا من تلقيه هدفا من بيترو أتليتكو الأنغولي، فيما كان هذا الأخير يبحث عن الفرصة التي ستمكنه من بلوغ شباك التكناوتي لافتتاح التهديف، وتقليص الفارق في مجموع المبارتين، دون تمكنه من ذلك في ظل الوقوف الجيد للدفاع. وتراجع الوداد إلى الوراء مع مرور الدقائق، تاركا المبادرة لخصمه الأنغولي، الذي كان عازما على افتتاح التهديف، وهو ما تمكن منه في الدقيقة 21 بقدم اللاعب ويلسون موريرا، من تسديدة قوية من خارج مربع العمليات، لم تترك أية فرصة للحارس التكناوتي للتصدي، هدف جعل الركراكي يطلب من لاعبيه الاندفاع أكثر بغية إدراك التعادل، مع ضرورة الحفاظ على النزعة الدفاعية، لمنع لاعبي بيترو من إضافة أهداف أخرى. وكان الركراكي أكثر تحفظا على مدار 45 دقيقة، حفاظا على تقدمه في الذهاب، الذي يمنح له التواجد في النهائي، علما أن الهجمات المرتدة التي اعتمد عليها الفريق الأحمر لم تكن بالخطيرة على الحارس غوميز، الذي كان مرتاحا في مرماه، فيما كان رفاقه يحاولون بكل الطرق الممكنة الوصول إلى شباك التكناوتي، التي بدت مستعصية عليهم. واستطاع الوداد بعد العديد من المحاولات الفاشلة على أقليتها، من تعديل النتيجة برأسية أمين فرحان في الدقيقة 27، لتستمر بعد ذلك الأمور على ماهي عليه فيما تبقى من دقائق، اندفاع بيترو بحثا عن الهدف الذي يبقيه في صراع التأهل، مقابل دفاع ودادي حفاظا على تقدمه ذهابا، مع بعض المناورات بين الفينة والأخرى لمباغتة خصمه بهدف ضد مجريات اللعب، دون تمكن أي طرف من الوصول إلى الشباك مرة ثانية، لتنتهي الجولة الأولى بالتعادل الإيجابي هدف لمثله. ودخل بيترو أتليتكو الأنغولي الجولة الثانية عازما على تسجيل الهدف الثاني، ومن ثم البحث عن الثالث، الذي سيذهب بالفريقين إلى الأشواط الإضافية، والضربات الترجيحية في حالة استمرت النتيجة على ماهي عليه، إلا أن طموحات لاعبي بيترو اصطدمت بعزيمة الوداد، الذي ظل يباغت بين الفينة والأخرى بحثا عن هدف آخر، يحسم به نتيجة اللقاء والتأهل إلى النهائي. وعاد الوداد الرياضي للضغط على الدفاع الأنغولي، بغية تسجيل الهدف الثاني، إلا أنه فشل في تحقيق مبتغاه، فيما كان بيترو يبحث عن الفرصة التي ستمكنه من مباغثة الفريق الأحمر بهدف ثاني، غير متمكنا هو الآخر في ترجمة الفرص التي أتيحت له إلى أهداف، لتتواصل المباراة بين شد وجذب بين الطرفين بهجمة هنا وهناك، دون التغيير في عداد النتيجة، الذي ظل صامدا طيلة السبعين دقيقة. وواصل بيترو أتليتكو اعتماده على التسديد من بعيد، أملا منه في تكرار سيناريو الهدف الأول الذي سجله في الجولة الأولى، إلا أن كل تسديداته ذهبت يا إما بعيدة عن مرمى التكناوتي أو محايدة لها، فيما حاول الوداد مجاراة ما تبقى من دقائق بالاحتفاظ بالكرة عبر التمريرات القصيرة، لمنع خصمه من الكرة لمدة أطول، في حين لم تعرف الدقائق الأخيرة أي جديد، لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي هدف لمثله بين الطرفين، وبانتصار الوداد بأربعة أهداف لهدفين، في مجموع المبارتين "ذهابا وإيابا"، تأهل على إثرها أبناء الركراكي إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا. وسيواجه الوداد الرياضي في نهائي دوري أبطال إفريقيا، المتأهل من مباراة الأهلي المصري ووفاق سطيف الجزائري، في المباراة التي ستجرى غدا السبت، بملعب 5 جويلية، بداية من الساعة الثامنة مساء، علما أن مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، سيكون مسرحا للمشهد الختامي، يوم الإثنين الثلاثين من ماي الجاري.