ويشهد الميناء المتوسطي في هذه الأثناء، هدوءا غير مسبوق، بيد أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، إذ من المتوقع أن تتوافد على الميناء عشرات الآلاف في ظرف 72 ساعة من نهاية الأسبوع القادم، سيما أيام الخميس والجمعة والسبت، في رحلة المغادرة إلى بلد المهجر. ورغم أن سلطات الميناء تحاول القيام بإجراءات استثنائية من أجل أن تمر عملية المغادرة في جزئها الثاني بسلام، إلا أن توافد المهاجرين دفعة واحدة وفي ساعات قليلة قد يتسبب في مشاكل كبيرة للمهاجرين ويضع السلطات في مأزق حقيقي، خصوصا أمام المهاجرين المتوجهين إلى بلدان بعيدة كفرنسا وإيطاليا. وأفادت مصادر داخل الميناء، أن نصف مليون مغربي الذين عبروا من ميناء طنجة المتوسط، ترتقب عودتهم في الأيام الأخيرة من الأسبوع القادم، وقد لا تسمح الطاقة الاستيعابية للميناء باستقبال هذا العدد دفعة واحدة. مصدر مسؤول داخل الميناء، أكد ل «اليوم 24 » أن الحل في تفادي هذه المشاكل التي يمكن أن تقع في حالة توافد هذا العدد الكبير على الميناء، تكمن في ضرورة تجنب المهاجرين السفر في الأيام الأخيرة من الأسبوع القادم، أو الإقبال باكرا على العملية، حتى يمر العبور في أجواء سليمة وخالية من المشاكل. وأوضح المصدر ذاته أن غالبية المشاكل تكمن في أن البواخر التي تبحر في اتجاه الموانئ الإسبانية أو الإيطالية تمتلئ عن آخرها، بينما تكون أعداد كبيرة من المهاجرين تنتظر دورها في صعود الباخرة التي تغلق أبوابها استعدادا للإبحار، وهنا تتصاعد الاحتجاجات، وفق المصدر، حيث يصعب إقناع المهاجرين بأن الباخرة لا يمكن أن تحمل أكثر من طاقتها الاستيعابية. هذا، وكانت مصادر أمنية مسؤولة بالميناء، قد أكدت ل «أخبار اليوم» بأنه تم اتخاذ إجراءات كثيرة وغير مسبوقة من أجل ضمان عودة آمنة للجالية المغربية، من خلال تسهيل إجراءات ختم جوازات السفر، والعمل على تكثيف الدوريات الأمنية داخل الميناء. وأوضحت المصادر ذاتها بأن السلطات الأمنية فصلت الممر الذي سيعود منه المهاجرون عن ذلك الذي دخلوا عبره، ليتم إبقاؤه للأشخاص الذين يحلّون بالميناء في تلك الأوقات، رغم أن أعدادهم تكون قليلة بالمقارنة مع بداية عملية عبور 2013. وقد وُجّهت تعليمات صارمة، وفق مصادر مطلعة، إلى كافة العاملين بالميناء، وبالأخص أولائك الذين سيحتكّون بعناصر الجالية، بضرورة تفادي كل ما من شأنه أن يعرقل عملية العودة، حتى تمر بسلام وبدون مشاكل.