تعليقا على قرار مجلس جماعة الدارالبيضاء الانتقال إلى مطرح مؤقت للنفايات الذي ينتظر أن يمتد العمل به لمدة ثلاثة سنوات فقط، كشف مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة البيضاء، المفوض له تدبير قطاع النظافة والمساحات الخضراء والمرائب، أن المطرح القديم للنفايات بمديونة الذي شيد منذ 36 سنة، أصبح قنبلة موقوتة تهدد بيئة العاصمة الاقتصادية، بعد بلوغ علو الأزبال فيه 75 مترا. وأوضح أفيلال في اتصال مع "اليوم 24″، أن قرار إغلاق المطرح القديم جاء في أعقاب الخلاصات التي خرج به المكتب المسير، بعد الزيارة الميدانية التي قام بها كمكلف بقطاع النظافة، رفقة العمدة، نبيلة الرميلي، وقفا خلالها على حجم الكارثة البيئية التي تسبب فيها المطرح القديم، ليقرر مجلس المدينة على إثرها اتخاذ قرار إغلاقه لأنه استنفذ طاقته الاستيعابية، وتفاقم مشكل تسرب عصارة النفايات للأراضي الفلاحية، وتهديدها للفرشة المائية. وأكد افيلال في تصريحه، أن المطرح المؤقت سيتم إغلاقه هو هو الآخر، مباشرة بعدها الانتقال إلى المطرح الدائم، الذي يبحث عن موارده المالية الضرورية، التي تحتاج إلى ميزانية تصل إلى 3 ملايير درهم، من أجل بناء مطرح ومصنع للنفايات بمواصفات دولية، من شأنها احترام المعايير البيئية والصحية، متوفر على تقنيات لتثمين وتدوير النفايات المنزلية والمشابهة. نائب العمدة، كشف أيضا أن عصارة الأزبال التي تتسرب إلى الفرشاة المائية والأراضي الفلاحية، هي مادة سامة وخطيرة، موضحا أن مجلس البيضاء يبحث عن حلول لهذه المعضلة، بعد غياب شركات مغربية تتوفر على المواصفات التقنية والخبرة المهنية لمحاربتها. قبل أن يعلن أفيلال أن مجلسه بصدد إطلاق طلب عروض دولي، من أجل إيجاد حل لهذه المعضلة البيئية. وحسب معطيات جماعة الدارالبيضاء، فإن المطرح الجديد المؤقت للنفايات المنزلية بمديونة، الذي بلغت كلفته المالية 54 مليون درهم، يقع على مساحة 35 هكتارا، ويعد مشروعا صديقا للبيئة، ينتظر أن يستقبل حوالي أربعة ملايين طن من النفايات يوميا، ويتوفر على حوض لطمر النفايات يمتد على مساحة 11 هكتار، وحوض آخر لتجميع العصارة بسعة 38000 متر مكعب، وحوض ثالث لتجميع مياه الأمطار بسعة 9500 متر مكعب، تمت إحاطته سور إسمنتي على ارتفاع 3 أمتار وطول 2460 متر. وهو المطرح الذي تم تجهيزه أيضا بكاميرات للمراقبة والتتبع عن بعد، وجهاز متطور لوزن الشاحنات بشكل آلي، وممر لتفريغ عصارة الشاحنات تلقائيا.