أقدمت الحكومة على زيادتين في المحروقات في اقل من سنة ونصف ،دون ان تقدم شيء من الوعود الكثيرة التي وعدت بها في البرنامج الانتخابي والحكومي رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران يعيش أسوء أيامه في هذه الفترة ، من جهة حكومته مازالت معلقة على مشاركة حزب التجمع الوطني للأحرار، وقد دخلت أزمة الأقلية أسبوعها التاسع دون ان تظهر بوادر ولادة الحكومة الثانية. ومن جهة أخرى تهدد الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود ما بقي لهذه الحكومة من شعبية في شارع يغلي وينتظر الممكن والمستحيل من الفريق الوزاري الحالي . حيث أقدمت الحكومة على زيادتين في المحروقات في اقل من سنة ونصف ،دون ان تقدم شيء من الوعود الكثيرة التي وعدت بها في البرنامج الانتخابي والحكومي ، بنكيران يحس بالحرج من قرار الزيادة الاخير في أسعار الوقود، لهذا لم يخرج الى الرأي العام لشرح دوافع الزيادة الجديدة، كما فعل في السابق لقد بعث وزيره في المالية إدريس الازمي المهدد بفقد منصبه في المالية، لأن مزوار يريدها كاملة غير منقوصة . الوضع الداخلي للحزب يزداد توترا فعدد من قادة الحزب داخل الحكومة، كما خارجها، لم يوافقوا رئيسهم على إعطاء صلاح الدين مزوار حقيبة المالية بسبب فضيحة البريمات، التي سبق لجريدة (أخبار اليوم) أن فجرتها وأظهرت أن مزوار كان يحصل على علامات ضخمة بطرق متلبسة ، ففي الاجتماع الاخير للأمانة العامة للحزب كان جل الحاضرين في الإجتماع ضد عودة مزوار للمالية، حيث بدى بنكيران شبه معزول، وهو يدافع عن هذا الخيار وكأنه يتجرع السم . متاعب بنكيران ستزداد بفعل ضغط النقابات المرتقب مع الدخول السياسي الحالي ،وبفعل أن الأحرار، رغم أنهم سيدخلون الى الحكومة، لكنهم سيلعبون أدوارا لا تختلف عن أدوار شباط، أي رجل في الحكومة أخرى في المعارضة، وهو ما سيزيد من متاعب بنكيران، الذي لا يضع هدفا أمامه في هذه الظروف سوى البقاء في كرسي رئيس الحكومة، لأن الربيع العربي، الذي جاء به الى السلطة، تحول الى خريف هذه الأيام، مع سقوط رأس الإخوان المسلمين في مصر ،ومتاعب النهضة في تونس، لهذا فإن بنكيران مضطر لتخفيظ سقف توقعاته وأحلامه، إذا أراد ان يكمل ولايته الحكومية . كاريكاتور: خالد كدار