رحبت كل من إسبانيا والاتحاد الأوربي بما جاء في خطاب الملك محمد السادس أمس، ورغبته في تعزيز العلاقات مع دول الجوار، حيث وجها بدورهما دعوة إلى ترسيخ الروابط مع المملكة بعد ثلاثة أشهر من الأزمة التي اندعلت بين الرباطومدريد، عقب استقبال الأخيرة لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي باستخدام هوية مزورة. وكان الملك قد أكد أمس في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، أن المغرب يرغب في "إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار"، متحدثا عن إسبانيا وفرنسا على وجه الخصوص. وخلال مؤتمر صحافي في توريخون دي أردوز (شمال-شرق مدريد)، قال رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز إنه يود "شكر ملك المغرب على تصريحاته"، فيما كان قادة أوربيون بارزون إلى جانبه بعد زيارتهم مخيما يأوي لاجئين أفغانا جرى إجلاؤهم من كابول. وأضاف رئيس وزراء إسبانيا، "اعتبرنا المغرب حليفا استراتيجيا على الدوام". وقال سانشيز "انطلاقا من الثقة، الاحترام والتعاون، بمقدورنا بناء علاقة أكثر تماسكا من تلك التي جمعتنا إلى الآن". بدوره، قال رئيس المجلس الأوربي شارل ميشال خلال المؤتمر الصحافي نفسه، "نعرب عن ترحيبنا بما قاله ملك المغرب"، مضيفا أن "المغرب شريك لإسبانيا، ولكن أيضا للاتحاد الأوربي". وكانت بروكسل قد أعلنت دعمها لمدريد إبان الأزمة التي اندلعت شهر ماي الماضي، مؤكدة أن الأزمة ليست بين إسبانيا والمغرب وإنما بين الاتحاد الأوربي بمجمله والمملكة. جدير بالذكر أن الملك، كان قد أكد خلال خطابه أمس أن العلاقات بين الرباطومدريد "مرت، في الفترة الأخيرة، بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها". وأضاف متحدثا عن بداية حل المشكل، "غير أننا اشتغلنا مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية". وقال الملك إنه وإضافة "إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها، نحرص اليوم، على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين". وأكد الملك أنه "تابع شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات" وأضاف، "ولم يكن هدفنا هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات. وأضاف "وإننا نتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها معالي السيد Pedro Sanchez، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات". وزاد الملك قائلا "وهو نفس الالتزام، الذي تقوم عليه علاقات الشراكة والتضامن، بين المغرب وفرنسا، التي تجمعني برئيسها فخامة السيد Emmanuel Macron، روابط متينة من الصداقة والتقدير المتبادل".