خلفت التصريحات الأخيرة للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس حول الصحاء المغربية، تباينا في ردود الأفعال بين المتابعين في المغرب، بين من يرى أنها تأكيد لإدارة الرئيس الجديد جو بايدن للمرسوم الرئاسي الصادر عن الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي يعترف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، وبين من يرى أن الإدارة الجديدة لا زالت لم تبلور وقفا واضحا حول الموضوع. وبالموازاة مع حالة الترقب والانتظار بخصوص موقف إدارة بايدن من الاعتراف بمغربية الصحراء، صرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أول أمس، أنه: "لا يوجد أي جديد بشأن الصحراء الغربية، ونرحب بالخطوات التي قام بها المغرب لتطوير العلاقات مع إسرائيل، والتي سيكون لها منافع على البلدين على المدى البعيد، وأضاف كذلك، "سنواصل دعم المسار الأممي لتحقيق حل عادل ودائم لهذا النزاع طويل الأمد وندعم مهمة بعثة الأممالمتحدة في الصحراء لمراقبة وقف إطلاق النار". ويقول محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض، في حديثه ل"اليوم 24′′، إنه انطلاقا من حالة الصمت التي تفسر تارة لصالح المغرب، وحالة الغموض واللا موقف التي يفسرها خصوم المغرب لصالحهم، وارتباطها بخرجة المتحدث باسم الخارجية، فإن الإدارة الأمريكية الحالية تحت قيادة جو بايدن، لا تزال لم تبلور موقفا حاسما بشأن قضية الصحراء". وعتبر الزهراوي أن إدارة بايدن باتت تحاول أن تبلور موقفا جديدا بالتنسيق مع فرنسا وإسبانيا، بمقتضاه يبقي على الاعتراف الأمريكي، لكنه على الأرجح سيكون مشروطا ببعض الخطوات، وهذا ما عبر عنه كونراد تريبل، القائم بالأعمال في سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في إسبانيا، في حوار جريدة الباييس، حيث قال "إن واشنطن تقوم بمراجعة قضية اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمغربية الصحراء". من جة ثانية، يرى أستاذ العلوم السياسية، أن تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، بشأن الموقف الامريكي من مغربية الصحراء، "اصريحات جد مرتبكة وفضفاضة وغير واضحة، لاسيما وأن الاتفاق الثلاثي بين أمريكا والمغرب واسرائيل، يرتب التزامات معلنة، وهو ما يجعل موقف إدارة بايدن، غير واضح، أو على الاقل من المفترض أن يتم الإفصاح عنه بالشكل المطلوب". عدم إفصاح إدارة بايدن إلى الآن عن موقف صريح وقوي داعم للوحدة الترابية، مع الإبقاء على" الاعتراف الأمريكي" واقترانه بتصدير تصريحات وتسريبات دبلوماسية، تفيد بأن الموقف في إطار المراجعة والتبلور، يدخل المغرب حسب الزهراوي في دائرة الشك والريبة، معتبرا أنه، "من الأفضل ومن حق المملكة، أن تضع الاتفاق الثلاثي على الرفوف، وإن كان بشكل غير معلن، إلى أن تتضح الصورة أكثر".