قال: حان الوقت لكي يعود المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وان يلجا الى حلفائه لسد الطريق على المخططات المعادية لوحدته القرار المفاجئ الذي اتخذه الاتحاد الإفريقي بتعيين مبعوث للصحراء، جاء نتيجة الضغط الذي تمارسه الجزائر على الاتحاد، إلى جانب مساهمة موريتانيا في هذا القرار، خاصة وأن علاقة الرئيس الموريتاني مع المغرب ليست على ما يرام، هذا ما خلص إليه الخبير في الشؤون الإفريقيةالموساوي العجلاوي الذي أكد ضرورة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي
ما هي قراءتكم للقرار الذي اعلن عنه الاتحاد الافريقي، والقاضي بتعيين مبعوث للصحراء؟
هذا القرار هو الأول من نوعه داخل الاتحاد الإفريقي، الذي تسيطر عليه جنوب إفريقيا والجزائر، كما أنه جاء في الوقت الذي تترأس فيه موريتانيا هذا المجلس، وأعتقد أن القرار جاء بإيعاز من الرئيس محمد العزيز، وذلك من أجل الضغط على المغرب وزيادة حدة التوتر بين المغرب وجارته الجنوبية، وسيظهر بأن موريتانياوالجزائر يقفان وراء هذا التعيين، من خلال المواقف التي سيتخذها هذا المبعوث الإفريقي الجديد. وينبغي الإشارة إلى الدور الكبير الذي يلعبه وزير الخارجية الجزائري رمضان العمامرة في المجلس الإفريقي، ذلك أنه منذ تعيينه وزيرا للخارجية سنة 2013وهو يسجل عددا من النقاط في مرمى المغرب.
ماذا يتعين على المغرب القيام به لمواجهة هذا القرار؟ على المغرب أن يتوجه إلى أصدقائه في الاتحاد الإفريقي، ذلك أنه في الاتحاد الإفريقي هناك 12 دولة فقط هي من تعترف بجبهة البوليساريو، وعلى المغرب أن يستغل حضوره الاقتصادي والديني في عدد من الدول الإفريقية وأن يطالبهم بالتحرك بقوة مع صدور أول تقرير يصدره المبعوث الإفريقي حول الصحراء، وعلى المغرب أيضا ألا يدخل في صراعات وتجاذبات حتى لا يعطي لهذا المبعوث الإفريقي أكثر من قيمته. ويتعين على المغرب أن يتجه نحو مصر لأن هناك تجاذباتعلى مستوى شمال إفريقيا وهناك صراع حول موازين القوى، والجزائر دخلت على الخط من أجل كسب مصر في صفها، ولكن حد الآن ليس هناك أي تقارب بين البلدين إلا حول ملف الإخوان المسلمين، لذلك على المغرب أن يركز على مصر ويكسبها في صفه لأن فاعل أساسي في الاتحاد الإفريقي خاصة وأنها تستقوي بالسعودية.
مادام أن المغرب لم يعترف بهذا المبعوث الإفريقي فما هي القيمة الدبلوماسية لهذا المبعوث؟ هي ورقة ضغط على المغرب، كما أن كريستوفر روس سيتعمد التعامل مع هذا المبعوث، والأممالمتحدة هي مضطرة لأن تتعامل مع هذا الشخص، وهذا أمر عادي يجب ألا يجعل المغرب ينسى معركته الدبلوماسية التي تدور رحاها في أروقة الأممالمتحدة وليس في الاتحاد الإفريقي الذي لم ينجح في أي مهمة في إفريقيا باستثناء فصل شمال السودان عن جنوبه، وها هو الآن يتخذ هذا القرار الذي لا معنى له.
ألم يحن الوقت لكي يعود المغرب للاتحاد الإفريقي؟ يجب الإشارة أولا أنه منذ حكومة عبد الرحمن اليوسفي وقد تراجع عدد المعترفين بالبوليساريو في الاتحادالإفريقي، هذا العامل إذا أضفنها إلى الدعوات التي تلقاها المغرب من الدول الإفريقية للعودة إلى الاتحاد الإفريقي، يمكن أن نقول بأن هذه المرحلة هي المرحلة المناسبة لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، والصراحة لا أعرف السبب في تلكؤ المغرب للعودة إلى الاتحاد الإفريقي خصوصا وأنه موجود في جميع أجهزة الاتحاد الإفريقي باستثناء الواجهة السياسية التي هي الجمعية العمومية فالمغرب مازال غائبا عنها، وأعتقد أن قرار تعيين المبعوث الشخصي للاتحاد الإفريقي جعل من عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي مسألة ملحة وعاجلة.