ببلوغها 91 وفاة جراء الإصابة بفيروس "كوفيد 19" في ظرف أسبوع واحد؛ تكون مدينة الدارالبيضاء قد بلغت أرقاما قياسية جديدة وغير مسبوقة في تاريخ مواجهة المغرب لجائحة فيروس كورونا، خاصة مع ارتفاع الحالات الخطيرة والحرجة في صفوف المصابين بالفيروس التاجي إلى الضعف تقريبا في ظرف شهر واحد، إضافة إلى تجاوز مؤشر الحالات الإيجابية لسقف 4000 يوميا في الأيام الأخيرة، وارتفاع عدد الوفيات التي تجاوزت حاجز ال70 وفاة في الإحصائيات اليومية؛ هذه كلها معطيات تشير إلى أن القادم سيكون أكثر قساوة وأشد إيلاما للمغرب في مواجهته مع الفيروس الثاني، خاصة وأن الأنفلونزا الموسمية على الأبواب، وحديث عن الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد. وبلغة الأرقام، فإن مدينة الدارالبيضاء سجلت لوحدها 15839 إصابة مؤكدة بالفيروس التاجي في ظرف أسبوعين فقط، وهو الرقم الذي سجله عداد الإصابات في المغرب ككل طيلة مواجهته مع "كوفيد 19" إلى حدود 13 يوليوز الماضي، أي حصيلة أزيد من أربعة أشهر من المعركة التي تشير المعطيات والأرقام إلى أن المغرب بدأ في فقدان السيطرة على الوضع منذ يوليوز، وفقد قلاعا كثيرة، وقدم ضحايا كثرا يزداد عددهم يوما عن يوم، حيث باتت أقسام الإنعاش تعيش وضعا غير مسبوق في تاريخ المغرب، بالنظر إلى ارتفاع الحالات الحرجة والخطرة، التي ارتفعت إلى الضعف في ظرف شهر واحد، حيث كانت تبلغ 432 يوم 30 شتنبر الماضي، لتصل إلى 819 يوم 30 أكتوبر المنصرم، وهو ما رفع نسبة ملء أسرة الإنعاش بالمغرب إلى ما يقارب %40، والتي تصل في مدينة الدارالبيضاء إلى حوالي 60%، ومن المرتقب أن ترتفع هذه الأرقام مستقبلا في ظل تزايد ارتفاع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي بشكل يومي، إذ تجاوزت 200 ألف إصابة في المغرب منذ 2 مارس الماضي، ليحافظ المغرب على مركزه ال32 عالميا في سبورة أكثر الدول إصابة بالفيروس التاجي. وتجاوزت جهة الدارالبيضاءسطات عدد الإصابات المسجل بالصين، مصدر الفيروس التاجي، والدولة التي تضم ملايير السكان، حيث سجلت الجهة ذاتها 88993 إصابة إلى حدود نتائج أول أمس السبت، متجاوزة الصين ب3 آلاف إصابة، حيث بلغ عدد الحالات المسجلة بالصين 85997، لتتمركز جهة الدارالبيضاء في الرتبة 56 عالميا، متقدمة على دول كبيرة أهمها الصين والبحرين ولبنان والأردن وأوزبكستان والبراغواي ونيجيريا وليبيا وتونس والجزائر، أي متفوقة على سائر بلدان المغرب العربي لوحدها. ورغم الصعوبات التي تجدها السلطات العمومية والصحية في السيطرة على الفيروس التاجي بالعاصمة الاقتصادية للمغرب، فإنها لا تزال مصرة، في تصريحاتها، على أنها لم تفقد السيطرة على الوضع الوبائي بالمدينة، التي تعرف انفجارا وبائيا غير مسبوق، وأنها تلتزم بتطبيق إجراءات مشددة للسيطرة على الوضع، غير أن الواقع يشير إلى اندحار كبير أمام الضربات القوية والموجعة لفيروس كورونا المستجد، التي استهدفت المئات من المواطنين المغاربة؛ ضمنهم مسؤولون كبار في مختلف المجالات، أوجعت المجتمع المغربي كثيرا، فيما لا زالت أقسام الإنعاش تعرف توافدا للمرضى، خاصة المسنين منهم لتلقي العلاج، الذين أغلبهم يغادرون الحياة معلنين استسلامهم لأنياب الفيروس التاجي، واستسلام وشيك للمنظومة الصحية بالمغرب ككل، في انتظار لقاح مضاد ل"كوفيد 19′′، قد ينقذ المغرب والعالم من احتجاز مميت قارب السنة، حصد خلاله مليونا و200 ألف وفاة، وأصاب أزيد من 46 مليون بشري بالفيروس اللعين.