انفجرت بؤرة وبائية عائلية جديدة بجهة الدارالبيضاء، بعدما كشفت تحليلات ثانية لمخالطي شاب اعتبر الحالة الأولى للإصابة بفيروس كورونا المستجد بإقليمسيدي بنور، إصابة ستة أشخاص من عائلة واحدة، ليرتفع عدد المصابين ب”كوفيد 19” بالإقليم إلى 8 حالات مؤكدة، الأحد الماضي، ما جعل الإقليم يفتح لائحة الإصابات بالفيروس لأول مرة منذ دخوله المغرب، حيث ظل صامدا طوال الشهور الماضية إلى غاية يوم عيد الفطر، بتسجيله أولى الإصابات عن طريق وافد على المنطقة من مدينة الدارالبيضاء. وحسب ما أعلنته وزارة الصحة في نشرتها اليومية في إطار مواكبة تطور الحالة الوبائية بالمغرب، فقد سجلت جهة الدارالبيضاء 16 إصابة جديدة ب”كوفيد 19″ من أصل 27 بالمغرب، ضمنها 6 بإقليمسيدي بنور، ليدخل الإقليم بقوة إلى مصاف الأقاليم التي انتشر بها فيروس كورونا، بعد صمود دام لأسابيع حافظ خلاله على سجله خاليا من الإصابات إلى حدود عيد الفطر. وفي الوقت الذي كانت فيه الإصابات بفيروس كورونا تتفجر في بؤر وبائية عائلية ومهنية بمدينة الدارالبيضاء والمحمدية وبرشيد والجديدة، كان إقليمسيدي بنور حريصا على نظافة سجله من أي إصابات، غير أن قدوم شاب من منطقة سيدي البرنوصي بالدارالبيضاء، إلى بيت عائلته بدوار القرية بسيدي بنور، جعل السلطات المحلية والصحية تسارع إلى إخضاعه للتحاليل المخبرية رفقة شقيقه، إذ بينت النتائج الأولية تأكيد إصابة الشاب بالفيروس وخلو شقيقه، فيما تم وضع أزيد من 40 شخصا من المخالطين رهن الحجر الصحي والمراقبة الطبية لمحاصرة الوباء والمحافظة على استقرار الوضع بالمنطقة. وكشفت مصادر “أخبار اليوم” أن حالة ثانية ظهرت في صفوف عائلة الشاب، وتتعلق بوالدته التي بينت التحاليل المخبرية إصابتها بفيروس كورونا، ما استدعى نقلها إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة لتلقي العلاجات وفق البروتوكول العلاجي الذي سطرته وزارة الصحة للمصابين بالمغرب. وأوردت المصادر ذاتها أن التحاليل المخبرية الجديدة التي أجرتها المصالح الطبية على المخالطين، كشفت إصابة 6 أشخاص من عائلة الشاب الحامل للفيروس، وهم اثنان من أشقائه وثلاثة من أطفالهم، وسيدة سادسة، حيث خضع الجميع لتدابير المرحلة العلاجية بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمدينة الجديدة، التي تتوفر على التجهيزات الطبية والتقنية اللازمة لمباشرة العلاجات وفق بروتوكول وزارة الصحة. وأفادت المصادر ذاتها أن عملية جمع المخالطين في غرفة واحدة يزيد من احتمال إصابتهم جميعا بالفيروس، حيث تشير المعلومات المتداولة إلى تواجد الأفراد الستة الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس مجتمعين تحت المراقبة الطبية في مستشفى سيدي بنور، غير أنهم يتقاسمون مرافق مشتركة من شأنها أن تنقل العدوى بينهم بسهولة، كما أن نتائج التحاليل المخبرية الأولى التي جاءت سلبية جعلت الجميع يخفض من الاحتياطات الوقائية والحذر اللازم من احتمال وجود الفيروس، وهو ما كشفته التحليلات المخبرية في مرحلتها الثانية، لتنضاف 6 حالات جديدة إلى الحالتين السابقتين، وترفع حصيلة إقليمسيدي بنور إلى 8 حالات، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد المدن والجهات التي تخلصت نهائيا من فيروس كورونا بالمغرب، وصارت سجلاتها خالية من إصابات جديدة.