شرعت شركة إسبانية متخصصة في نقل المستخدمين، منذ بعد زوال أول أمس الخميس، في تنظيم رحلات جماعية إلى أقاليم خارج مدينة طنجة، وبعيدة عن عاصمة الشمال بمسافة تصل إلى 300 كيلومتر، من أجل نقل العمال الذين عادوا إلى مواطنهم الأصلية بالتزامن مع توقيف عجلة الإنتاج في عدد من مصانع السيارات “رونو” ووحدات الإنتاج المرتبطة بها، حتى يستأنفوا الشغل مجددا في غضون نهاية الأسبوع الجاري. وأفادت مصادر عليمة، أن العشرات من حافلات نقل المستخدمين توجهت نحو مدن سيدي قاسم، مشروع بلقصيري، سيدي سليمان، وزان، سوق الأربعاء، جرف الملحة، الخميسات، سيدي يحيى، تيفلت، الحاجب، قرية با محمد، سيدي علال التازي، دار الكداري، شفشاون، الجبهة، واد لاو، مولاي بوسلهام، سيدي علال البحراوي، الصخيرات، من أجل نقل عمال مصانع مجموعة “رونو” وشركات مرتبطة بها. وخلف قرار عودة مئات العمال إلى العمل في وقت يتزامن مع ظهور بؤر وبائية في مناطق صناعية، وأيضا تزامنه مع قرار السلطات في ولاية طنجة غلقا جزئيا للوحدات الصناعي ذات الكثافة البشرية مثل معامل النسيج والألبسة، (خلف) ضجة على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب المخاوف من وقوع انتكاسة صحية جديدة، قد تخلف ظهور بؤر جماعية ناجمة عن الاختلاط في أماكن العمل، وتعيد الحالة الوبائية التي بدأت في التعافي تدريجيا إلى نقطة الصفر. وحسب ما يستفاد من نسخ من وثائق تنقل استثنائية اطلعت عليها الجريدة، فإن عمالة فحص أنجرة التي تقع المنطقة الصناعية ملوسة ضمن نفوذها الإداري والترابي، هي الجهة التي أصدرت وثيقة التنقل الاستثنائية لفائدة سائقي شركة “أوطاسا”، كل سائق باسمه ورقم الحافلة التي يقودها، والوجهة التي سيسافر إليها، مع ضرورة التقيد باحترام مقاعد محدودة في كل حافلة. مصدر من شركة رونو طمأن العمال والمنتقدين الذين عبروا عن مخاوفهم من تكسير الحجر الصحي، بأن العائدين سيخضعون لفحوصات مخبرية وسريرية تؤكد سلامتهم الصحية، قبل السماح لهم بالعودة إلى وحدات الإنتاج، وثانيا يستثنى من عملية العودة التدريجية للعمل العمال الذين يقطنون في المدن الكبرى، التي تشهد تفشيا كبيرا للوباء، مثل فاس، مكناس، الدارالبيضاء، المحمدية، ومراكش. وأضاف المصدر نفسه، في اتصال هاتفي أجرته معه “أخبار اليوم”، أن العودة التدريجية إلى العمل وضعت لها خطة عمل جديدة تراعي هذه الظرفية الصحية، وذلك بالتنسيق مع كافة السلطات المعنية وممثلي الأجراء، مع التقيد التام بمبدأ التباعد الاجتماعي داخل ورشات العمل، وخلال رحلات التنقل، واحترام شروط السلامة والتعقيم ومراقبة الحالة الصحية للعمال. وكانت مجموعة “رونو” قد علقت العمل بشكل كامل مؤقتا بتاريخ 19 مارس الماضي، في وحدتين صناعيتين بالمنطقة الصناعية للسيارات “ملوسة”، مدة أسبوعين تم تمديدها مرة واحدة، وذلك في إطار التدابير الاحترازية لمنع انتشار الفيروس. تجدر الإشارة إلى أن مجموعة “رونو” تشغل في مصانعها بمنطقة ملوسة، 9 آلاف يد عاملة بشكل مباشر، دون احتساب فرص الشغل الأخرى في شركات قطع غيار السيارات، ومقاولات المناولة المكلفة بأشغال صيانة الكهرباء، وخدمات النظافة، والإطعام، ونقل العمال والمستخدمين..