بعد أيام قليلة على صدور تقرير المندوبية السامية للتخطيط، حول وضعية سوق الشغل في المغرب، والتي سجلت تفاقم مشكل البطالة في صفوف الشباب والنساء، ردت الحكومة عبر وزيرها في التشغيل والإدماج المهني، محمد أمكراز على هذه الأرقام، من عاصمة جهة طنجةتطوانالحسيمة، التي صنفتها مندوبية التخطيط ضمن الجهات الخمس التي يتمركز بها أكثر عدد العاطلين. وقدم أمكراز قراءة أخرى لتطور معدل البطالة في البلد، وذلك خلال مشاركته في ندوة حول موضوع: “أية سياسات عمومية موجهة لتشغيل الشباب والإدماج المهني؟”، مساء الجمعة، مؤكدا أن معدل البطالة انخفض من 9,5 بالمائة سنة 2018 إلى 9,2 السنة الماضية، في حين عرفت مناصب الشغل الجديدة المحدثة ارتفاعا من 111 ألفا إلى 165 ألف منصب شغل خلال نفس الفترة. وأضاف الوزير الشاب في حكومة العثماني، خلال مشاركته في الندوة على هامش اليوم الدراسي الذي نظمه ابن بطوطة للدراسات وأبحاث التنمية المحلية بطنجة، في إطار مشروع قادة التغيير الممول من طرف الاتحاد الأوروبي، أن المؤشرات الرقمية حول تطور عرض الشغل تفيد بأن الحجم الإجمالي للتشغيل انتقل من عشرة ملايين و810 آلاف منصب شغل، إلى 10 ملايين و975 ألفا مابين سنتي 2018 و2019. وفي نفس السياق، أبرز أمكراز أهم المنجزات برسم 2019 في إطار تنزيل المخطط الوطني للنهوض بالتشغيل، ومن أهم التدابير إعداد مشروع مراجعة ميثاق الاستثمار الذي ينص على ربط دعم الاستثمار بعدد مناصب الشغل وتصنيف الجهات حسب درجة نموها الاقتصادي ومواءمة مستوى دعم الاستثمار على هذا الأساس، بهدف الحد من التفاوتات الجهوية، وفتح الطلبيات العمومية أمام التعاونيات والمقاولين الذاتيين، وإصدار القانون الإطار بشأن التربية والتكوين. وذكر في معرض مداخلته بمرتكزات المقاربة الحكومية لتشغيل الشباب والمتمثلة بالأساس في دعم خلق مناصب الشغل ، وملاءمة التعليم والتكوين مع متطلبات سوق الشغل، وتكثيف البرامج النشيطة للتشغيل ودعم الوساطة، وتحسين ظروف العمل واشتغال سوق الشغل، بالإضافة إلى دعم البعد الجهوي في التشغيل. من جهة أخرى، أوضح محمد أمكراز أنه وفي إطار استكمال التشخيصات الترابية وإطلاق البرامج الجهوية للتشغيل، تم إعداد البرامج الجهوية للنهوض بالتشغيل، مع الحرص على تعزيز قدرات الفاعلين الجهويين بثلاثة مجالات ترابية جهوية ، هي طنجةتطوانالحسيمة، الرباطسلاالقنيطرة، وأكادير سوس ماسة، فيما تم إطلاق إعداد البرامج الجهوية للتشغيل ب 6 جهات أخرى. في نفس السياق، استعرض المسؤول الحكومي حصيلة أول برنامج جهوي للإدماج الاقتصادي للشباب، والذي احتضنته بجهة مراكشآسفي، إذ تم إحداث 8 فضاءات لتشغيل الشباب يستفيد منها ما يناهز 3 آلاف و200 متخرج من التكوين التأهيلي، و40 ألف مستفيد من خدمات التوجيه والمواكبة، و 15.800 مستفيد من التكوين بالتدرج المهني، كما تم إحداث ثمانية مراكز لدعم الحس المقاولاتي. من جهة أخرى، قال مصطفى بن عبد الغفور، النائب الأول لرئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، بجهة طنجة، إن مؤسسة الغرفة التجارية تجد منطلقاتها في النصوص القانونية والتنظيمات المؤطرة لها، وهي مهام تمثيلية واستشارية وإدارية زيادة عبر عدد من الآليات والوسائل والآليات. وأضاف بن عبد الغفور أن غرفة التجارة والصناعة والخدمات تعمل على الدعم والترويج وإحداث الخدمات التي تسمح بتشجيع الاستثمار وإنعاش الاقتصاد المحلي، وتطوير التنمية الجهوية، فضلا عن عقدها شراكات مع المراكز الجهوية للاستثمار والمؤسسات الجامعية، من أجل إنعاش الاستثمار والتشغيل والابتكار والبحث العلمي. وأفاد النائب الأول لرئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الشمال، أن المنتسبين إليها يستفيدون من التعرف على مناهج الشغل الحديثة وتطوير تقنيات الإنتاج والتسويق، والاستفادة من التكوين المهني والتكوين المستمر وتأهيل المقاولة ومواكبتها، وتكوين التاجر في مراكز توجد بمختلف أقاليم الجهة، وتمكينه من تقنيات تتماشى مع متطلبات القطاع في زمن التجارة الإلكترونية.