أعلن طرفا النزاع في ليبيا وقف إطلاق النار، بعد دعوة روسية وتركية. وأفادت حكومة الوفاق الوطني، بقيادة فايز السراج، في بيان لها، أنها تستجيب لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس تركيا رجب طيب أردوغان، إلى وقف إطلاق النار الذي بدأ منذ منتصف ليلة السبت الأحد، مشددة في الوقت عينه على حقها “المشروع” في الدفاع عن النفس بالرد على أي هجوم أو عدوان قد يحدث من طرف قوات حفتر. وأعلنت هذه الأخيرة يوم السبت، أيضا، وقف إطلاق النار ل”غرفة العمليات العسكرية بالمنطقة الغربية”، ابتداء من التوقيت عينه المذكور سابقا. وبعد ساعات من انطلاق الهدنة، جدد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، يوم أمس الأحد، في بيان جديد التزامه بوقف إطلاق النار، مشدداً على ضرورة التزام رعاة هذا الاتفاق وبعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا بتطبيقه على النحو الأمثل. وجاء في بيان حكومة الوفاق “في الوقت الذي رحب فيه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني من منطلق حرصه الدائم على حقن دماء الليبيين ونزوعه للحلول السلمية بمبادرة وقف إطلاق النار، التي جاءت نتيجة للجهود الرئاسية بين تركيا وروسيا، فإن المجلس سجل ورصد خروقات لهذا الاتفاق من قبل الميليشيات المعتدية في محوري صلاح الدين ووادي الربيع بعد دقائق فقط، من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ”، وأشارت الحكومة في البيان ذاته أنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه “الخروقات” إذا تكررت، وأن ردها سيكون عنيفا وقاسيا. قبل ذلك، أعلن المتحدث باسم قوات حفتر، اللواء أحمد المسماري، في بيان نشره عبر صفحته الرسمية في فيسبوك أن القيادة العامة توقف إطلاق النار لغرفة العمليات العسكرية بالمنطقة الغربية اعتبارا من الساعة 00:01 بعد منتصف ليل 12 يناير الجاري. وجاء إعلان المسماري مشروطا بأن “يلتزم الطرف الرف الآخر بوقف إطلاق النار في هذا التوقيت المحدد”، مهددا بأن الرد سيكون قاسيا على أي خرق لهذه الهدنة. وقال الموساوي العجلاوي، المتخصص بمركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، إنه يشكك في إمكانية صمود هذه الهدنة، لأن هناك قوى إقليمية ستعمل على إفشال المبادرة التركية الروسية، رغم أن هناك حقا من يتطلع لفتح قنوات التواصل من أجل حل سياسي. ويبقى المغرب في خضم كل هذه التطورات مترقبا للوضع، وملتزما الحياد وعلى مسافة من كل الأطراف. وذكر الخبير في العلاقات الدولية بأن الرباط لا ترغب في أي تدخل أجنبي يقوض الوصول إلى الحل السياسي. وأردف العجلاوي بأن منذ سقوط نظام معمر القذافي إلى اليوم، الورقة الوحيدة التي يمكن اعتبارها مرجعا لكل الليبيين، هي اتفاق الصخيرات. وشدد الخبير ذاته بأن غياب الدول المغاربية لعب دورا كبيرا في تدخل قوى إقليمية أخرى والقوى الدولية، والهدنة التي يلتزم بها “الجيش الوطني الليبي” بقيادة حفتر من جهة وحكومة الوفاق الوطني بقيادة السراج، ستظل هشة، في انتظار التطورات التي سيشهدها الملف الليبي في المستقبل القريب.