أشعلت استقالة فرع حزب العدالة والتنمية في ألمانيا، بسبب “سوء تدبير” القيادة، المواجهة بين أعضاء الحزب، والقيادي نجيب بوليف، الذي يحمل مسؤولية رئيس لجنة مغاربة العالم في الحزب. بوليف تحدث عن اختلالات، ومشاكل، قال إن فرع الحزب في ألمانيا كان يعرفها، منذ مدة، بينما قال أنس الحيوني، القيادي في الحزب بألمانيا، وكاتب الفرع سابقا، إن كلام بوليف أساء إلى الأمانة العامة للحزب، وأعضائه في ألمانيا. واستغرب الحيوني من تصريح بوليف، الذي قال فيه إن “فرع الحزب في ألمانيا كان يعاني بعض المشاكل الداخلية منذ ثلاث، أو أربع سنوات، تجسدت في تراجع الأداء، والعمل، وعدم القدرة على الانتشار، والهيكلة”، معتبرا أن بوليف “حديث العهد في مسؤوليته على ملف الخارج”. وأوضح الحيوني أنه من بين أهم أسباب استقالة أعضاء مكتب فرع ألمانيا، ما هو متعلق بمرحلة ما بعد إعفاء الأمين العام السابق عبد الإله بن كيران، معتبرا أنه “تم تشكيل حكومة غير شعبية، وتقديم تنازلات غير مفهومة من طرف القيادة الحالية، أدت إلى انتشار حالة من خيبة الأمل في نفوس المناضلين داخل المغرب، وخارجه”. من جانبها، دخلت القيادية في الحزب، المعروفة باهتمامها بفروعه في الخارج، آمنة ماء العينين، على خط الأزمة، واعتبرت أن حديث بوليف عن عجز فرع ألمانيا عن التوسع، والانتشار، حكما قيميا لم يتحر العدل، والإنصاف، مشيرة إلى أن فرع ألمانيا، حسب رأيها، يعد من أنشط فروع الحزب بالخارج. وبخلاف ما قاله بوليف، أشارت ماء العينين إلى أن أساس المشكل بين قيادة الحزب، وفرع ألمانيا، هو قرار هذا الأخير بعدم المشاركة في الحوار الداخلي، احتجاجا على منهجيته، واختلافا مع تصور القيادة الحالية في تدبير المرحلة السياسية، وهو ما قالت إنه اعتيادي، وكان من الممكن تدبيره، وتجاوزه. وكان أعضاء كتابة فرع حزب العدالة والتنمية في ألمانيا، قد أعلنوا، نهاية الأسبوع الماضي، تقديم استقالتهم بشكل جماعي لقيادة الحزب، احتجاجا على طريقة تدبير حزبهم للعمل داخل الحكومة، ولخلافات حزبية داخلية، مطالبين الأمانة العامة، بتحمل مسؤوليتها. وقال فرع الحزب في ألمانيا، وهو أحد أهم فروع البجيدي في الخارج، إن هناك استياء لأغلبية الأعضاء من طريقة عمل الحزب داخل الحكومة، وتدبيره لعدد من الملفات، التي شغلت الرأي العام، انطلاقا من الاحتجاجات في الريف، وجرادة، والمقاطعة الشعبية، إلى ملف إصلاح منظومة التعليم، وملفات أخرى، معتبرا أن هذه المعالجة "أساءت القيادة تدبيرها، والتفاوض بشأنها، ما أفقد العديد من الأعضاء الرغبة في الاستمرار في النضال". واعتبر المستقيلون الغاضبون أن استقالتهم لها علاقة مباشرة بمرحلة ما بعد إعفاء الأمين العام السابق عبد الإله بن كيران، حيث تم تشكيل حكومة "غير شعبية، وتقديم تنازلات من طرف القيادة الحالية، أدت إلى انتشار حالة من خيبة الأمل في نفوس المناضلين"، مضيفين أن الأمانة العامة تعاني ارتباكا في طريقة تدبير الأمانة العامة للمشاكل التنظيمية الداخلية. واتهم الأعضاء الغاضبون قيادة الحزب بمواجهة بعض الاختلافات في الرأي بتحريك المساطر الانضباطية، معتبرين أن تدبير ما يعرف بالحوار الداخلي اتسم ب"التخبط"، ومحاولة فرض وجهة نظر معينة عبر رفض إدراج محور مهم متعلق بمرحلة البلوكاج، وإعفاء بن كيران، وتشكيل الحكومة. واعتبر نشطاء البجيدي المستقيلون أن الوضع في المغرب يعرف تراجعات مهولة على المستوى الحقوقي، والاجتماعي، والمواقف السياسية الغائبة لحزبهم على الرغم من أنه الحزب الأول، الذي من المفترض من قيادته رفع مستوى النقاش السياسي. وقال المستقيلون إن حالة اليأس، وفقدان الأمل تسربت إلى المكتب المسير، وأغلبية الأعضاء في فرع ألمانيا، ليعيش حالة جمود، بعد أن كان في الأمس القريب قاطرة العمل في الخارج، بل إنه كان أول فرع في الخارج ينظم فيه نشاط باسم الحزب، مقررين تقديم استقالتهم للأمانة العامة.