الصراع غير المعلن بين السلطات المغربية ونظيراتها الإسبانية لمراقبة الحقل الديني في المدينةالمحتلةسبتة ومليلية يعود إلى الواجهة بقوة، إذ أنه بعد تهديد جهات إسبانية قبل شهر بالتعاقد مع أئمة جزائريين مستقرين في الجزيرة الإيبيرية للإمامة وإلقاء خطبة الجمعة في مساجد الثغر المحتل، التي تدبرها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كشفت معطيات جديدة أن هذا الصراع اتخذ منحى جديدا، يتمثل في التضييق وتحرش الأجهزة الأمنية الإسبانية المرابطة في المعابر الحدودية لمليلية بالأئمة المغاربة في محاولة لاستفزازهم. وتطالب بعض الجمعيات الإسلامية المقربة من المغرب بالثغر المحتل من الحكومة الإسبانية التدخل لمعالجة الأمر واتخاذ الإجراءات الضرورية في حق الأمنيين الذين يستفزون الأئمة المغاربة. في هذا الصدد، حذرت جمعية “المتطوع الإسلامي للعمل الاجتماعي” التي يرأسها عبد الكبير مولينا من سخط وتذمر الكثير من مغاربة مليلية، بسبب الصعوبات المتزايدة التي يواجهها الأئمة الذين ينتقلون من الداخل المغربي لإلقاء خطبة الجمعة بالثغر المحتل. وتابع المصدر ذاته أن آخر ضحايا هذا التضييق الإسباني هو إمام يدعى “هواري” يخطب فيالمسجد المركزي بالمدينة. وأوضح المصدر أن التضييق الذي عانى منه الإمام دفعه إلى الانفجار غاضبا، وهو الشيء الذي يوثقه فيديو انتشر بين ساكنة مليلية، من منبر الخطبة، بالقول “إنها إساءة“، وبلغ به الأمر القول إن الأمنيين استفزوه عندما سألوه إلى أين هو ذاهب، ولما أخبرهم أنه متوجه لإلقاء خطبة الجمعة بالمسجد المركزي، ردوا عليه: “عُد إلىالمغرب، يوجد الكثير من المساجد هناك“، يقول الإمام نفسه باللهجة الريفية من أعلى منبر الخطبة. أمام هذا الوضع، طالبت جمعية المتطوع الإسلامي للعمل الاجتماعي“بإيجاد حل لهذا الذي يهدد السير العادي للصلوات في مختلف مساجد الثغر المحتل“. وأردف المصدر ذاته أنالأئمة الذين ينتقلون من الداخل المغربي إلى مليلية يستوفون كل الشروط الضرورية ويقومون بذلك في إطار القانون. وحثت مندوبية الحكومة الإسبانية المركزية بمليلية على اتخاذالإجراءات الضرورية في هذا الشأن؛ وخلصت إلى أن المشكل لم يشهد مثل هكذا تفاقم من قبل، بالقول: “لم يسبق أن كنا في حالة سيئة مثل اليوم“. وتتحدث التقارير الإسبانية عن جود 58 إماما ومؤذنا وخطيبا في 17 مسجدا تابعا لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مليلية، علما أن 52 في المائة من ساكنة الثغر المحتلمغاربة. وتتراوح أجور القائمين الدينيين المغاربة في مليلية ما بين 3000 و6000 درهم.