أثار غياب قيادات ومسؤولي حزب العدالة والتنمية في جهة درعة تافيلالت عن حفل افتتاح معرض التمور بنواحي أرفود انتباه الرأي العام، خصوصا في ظل الصراع بين مسؤولي الحزب والسلطات المحلية بالجهة، كما عكست ذلك أشغال مجلس الجهة قبل أسبوعين. مصادر قالت إن هيئات “البيجيدي” بالراشيدية وأرفود قرّرت مقاطعة فعاليات معرض التمور، ولهذا السبب لم يحضر رئيس الجهة، الحبيب الشوباني، ولا رئيس مجلس جماعة أرفود عبدالسلام البرجي، أو غيرهما، حفل الافتتاح الذي عرف حضور وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش. واتخذ قرار المقاطعة من قبل مسؤولي “البيجيدي” كرد فعل على قرار آخر لولاية الجهة التي عملت على إبعاد منتخبي “البيجيدي” من تنظيم المعرض، علما أن هذا الأخير درجت السلطات العمومية على تنظيمه منذ سنوات في مدينة أرفود، التي اختيرت لاحتضان المعرض بقرار ملكي. وتُجهل، لحد الآن، الأسباب التي دفعت ولاية الجهة إلى تغيير مكان تنظيم المعرض السنوي، لكن كل التفسيرات تشير إلى الصراع المحتدم بين منتخبي الحزب والوالي، والذي تابع الرأي العام بعض تفاصيله التي خرجت إلى العلن في اجتماع مجلس الجهة الأخير في بداية أكتوبر الجاري. ويشكو منتخبي “البيجيدي” من ضغوطات يمارسها الوالي، يحضيه بوشعاب، الذي عيّن في فبراير الماضي، لم تخرج خلفياتها الحقيقية بعد إلى العلن. واختار الوالي جماعة “عرب الصباح زيز” لتنظيم الدورة العاشرة لمعرض التمور، التي اختتمت أشغاله، أول أمس الأحد، وهي الجماعة التي يترأسها حزب الاستقلال، وتبعد عن مدينة أرفود بحوالي 10 كيلومترات، ما اضطرها إلى توفير النقل مجانا للمواطنين والزائرين حتى تساهم في إنجاح المعرض. بالمقابل، يقول منتخبو “البيجيدي” إن سلطات الولاية عملت على إقصاء كل ما له صلة بجماعة أرفود، ومنعتها من أي حيز مكاني في المعرض كما جرت العادة بذلك في الدورات التسع السابقة، ما خلّف غضبا وسط المنتخبين والساكنة. وحين اضطرت السلطات إلى تنظيم “سهرة فنية” موازية للمعرض فوق المجال الترابي التابع لجماعة أرفود، دون أخذ إذنها بذلك طبقا للقانون، احتجت هذه الأخيرة التي راسل رئيسها السلطات المحلية، بسبب احتلال فضاءات عمومية بدون إذن الجماعة.