زار وفد عسكري روسي المغرب في الأيام القليلة الماضية، وترأس الوفد قائد سلاح الهندسة في الجيش الروسي ستافسكي يوري ميخائيلوفيتش. ووقف الوفد القادم من موسكو على مجموعة من الوحدات والمرافق في مفتشية الهندسة التابعة للقوات المسلحة الملكية المغربية، ومن ضمن هذه المرافق مركز التكوين لسلاح الهندسة، ومختبر التجارب جيو-تقنية والهندسة المدنية، ووحدة الإنقاذ والإغاثة. وتروم زيارة الوفد العسكري الذي وصفته بعض التقارير ب”الرفيع”، تعزيز التعاون العسكري بين الرباط ونظيرتها الروسية، وسجل برنامجها إضافة إلى ما سبق ذكره، زيارة الجنرال الروسي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، والتي أكدا فيها على أن حصيلة التعاون العسكري بين المغرب وروسيا الاتحادية تشير إلى وجود نتائج إيجابية. وقال الخبير العسكري عبد الرحمن مكاوي، إن المغرب يربط علاقاته العسكرية من تنسيق استراتيجي ومعاملات تجارية مع عدة دول، رغم أن البلاد تبقى زبونا وحليفا تقليديا لعدة دول غربية، كالولاياتالمتحدة ودول أوروبية كفرنسا وإسبانيا. إلا أن هذه الحقيقة حسب الخبير لا تمنع من أن يعمل المغرب على تنويع مصادره من عتاد عسكري وإبرام اتفاقيات وشراكات مع دول خارج هذا الإطار كروسيا والصين، وهو أمر لا يعني أن هناك تضاربا في مواقف وتوجهات المغرب في هذا الباب. وأضاف مكاوي أن المغرب بلد ذو سيادة، وهو حر في اختياراته لإبرام شراكات واقتناء الأسلحة من الجهة التي تلائم توجهه، وهو نهج مغربي يتبعه دون أن يقع في فخ الصراع التجاري الكبير في الميدان العسكري بين دول الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة، ونظيراتها في الجهة الأخرى بقيادة روسيا والصين. وأكد الخبير العسكري بأن هناك صناعة حربية متطورة في كل هذه الدول، وهو قطاع مذر لأرباح كبيرة للدول المصنعة. ويرى ذات المتحدث بأن المغرب باعتباره زبونا كلاسيكيا لدول كالولاياتالمتحدة وفرنسا وغيرهما، لا ينحصر في زاوية مغلقة، ولا تفرض عليه شروط خاصة، من طرف مورديه أو المؤسسات العسكرية في هذه الدول، وأردف بأن هذه الدول لا تملي على المغرب ما يجب عليه اقتناؤه من أسلحة حربية، عكس موسكو وبكين، اللتين قال عنهما إنهما تفرضان على زبائنها أحيانا بعض الشروط التي قد تصل إلى مرتبة الشروط التعجيزية والماسة بسيادة الدول وفق المُصرّح. وفي السياق المغاربي، قال مكاوي إن روسيا تبقى المصدر الأول للأسلحة نحو الجزائر، وهو ما يذر على روسيا ملايير الدولارات سنويا، وبالتالي فإن السوق الجزائري لن يكون في مخططات روسيا استبداله بالمغرب. إلا أن الخبير شدد على أن الجزائر في السنوات القليلة الماضية باتت تتوجه تدريجيا إلى الصناعة الحربية الأمريكية، وهو ما لم يؤثر حتى الآن على العلاقات العسكرية والتجارية الحربية بين كل من الجزائروموسكو وبيكين.