وجهت التنسيقية المحلية للدفاع عن المعالم الأثرية والتاريخية نهاية الأسبوع الماضي، في العرائش، شكاية إلى الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة من أجل التدخل لوقف هدم قصر الدوقة الفرنسية إيزابيل ماري لور أورليان، الذي تم تفويته إلى نائب رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة وعضو اللجنة التنفيذية لذات الحزب محمد سعود عام 2001 في إطار عملية الخوصصة بمبلغ مليار سنتيم. وكشفت الشكاية الصادرة عن التنسيقية، التي يتوفر “اليوم 24” على نسخة منها، أنها وجهت إلى الأمين العام انطلاقا من موقفه الأخير، الذي عبر عنه في بيت الصحافة بخصوص تأييده لحملة شباب من أجل وقف إعدام حدائق المندوبية في طنجة. وأضافت الشكاية ذاتها أن بناية الدوقة إيزابيل، التي شيدتها، واستقرت فيها عام 1909، تكتسي أهمية تاريخية، ولها من الحمولة الثقافية الشيء الكثير في المدينة. وتمتد المساحة الإجمالية للقصر على أكثر من هكتار، وتحتوي على أشجار، ونباتات نادرة، استقدمتها الدوقة من مختلف بقاع العالم، ناهيك عن الأنواع المختلفة للطيور، والحيوانات، التي عاشت في حديقتها. وأبرزت الشكاية نفسها أنه بعد وفاة الدوقة عام 1961، أهدت عائلتها القصر للملك الراحل الحسن الثاني، الذي وضعه في ملكية المكتب الوطني المغربي للسياحة، على أن يتم استغلاله كمعلمة سياحية فندقية تحت اسم فندق “رياض”، واتخذ المجلس الجماعي للعرائش عام 1995 مقررا بالإجماع رقم 47/1995، للحفاظ على كامل معالم الفندق والمساحات الخضراء المحيطة به، غير أنه في إطار عملية الخوصصة، التي سارت فيها حكومة التناوب، تم تفويت القصر وحدائقه إلى محمد سعود بمبلغ عشرة ملايين درهم، على أن يتعهد المشتري بالإبقاء على التوجه الفندقي للمؤسسة المفوتة إليه لمدة أدناها 5 سنوات، وفق برنامج استثماري ملحق بالعقد، بوتيرة تسمح بالارتقاء به إلى مرتبة صنف ثلاث نجوم. ووصفت التنسيقية محاولة الإجهاز على القصر بالمسلسل الدموي، وطالبت بتكبيل الأيادي الغادرة، التي تزامنت على التراث، الذي يشكل جزءا مهما من تاريخ مدينة العرائش، المعروفة بثقافتها، وتاريخها العريق.