اهتزت الجالية المغربية المقيمة بإيرلندا، على وقع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شاب مغربي لم يتجاوز عمره 18 سنة، وهو في طريقه إلى أحد المساجد من أجل المشاركة في حفل إفطار جماعي بالعاصمة “دبلن”. الشاب المغربي يدعى عزام الركراكي، تعرض لطعنة غادرة من مجموعة من الشبان الإيرلنديين، وعلى إثر ذلك باشرت الشرطة الإيرلندية تحقيقاتها الجمعة الماضي، في محيط حديقة بجنوب دبلن. وحسب مصادر مقربة من عائلة الضحية، فإن عائلته لازالت لحدود يوم أمس الاثنين لم تتسلم جثة الفقيد، حيث ينتظر أن يوارى الثرى بمقبرة نيوكاسل بدبلن فور تسلم جثة الفقيد. ولد عزام الركراكي بدبلن بتاريخ 2 أبريل 2001، وبدأ دراسته الابتدائية بمدرسة سانت اتراتدكتس، وبعد ذلك انتقل في دراسته الإعدادية لمدرسة بلانتير كومنتي سكول، وقبيل مقتله كان عزام الركراكي يتابع دراسته في السنة الأخيرة للبكالوريا. كما عرف عن الفقيد اجتهاده أيضا في دراسة اللغة العربية والثقافة الإسلامية بالمركز الإسلامي لدبلن وحفظ جزء كبير من القرآن. وكشفت مصادر مقربة من عائلة عزام، في توضيحات ل”أخبار اليوم”، أن الفقيد قتل يوم الجمعة على الساعة الثامنة مساء، وهو ذاهب للمركز الإسلامي بدبلن لحضور إفطار جماعي ينظمه المركز الإسلامي لدبلن في رمضان، على يد شاب إيرلندي، حيث وجه إليه طعنة قاتلة بحديقة فانزبري بارك بمنطقة داندروم. وحسب المعطيات التي استقتها الجريدة من مقربين من عزام، فقد أكدوا أن الشاب المغربي طعن ثلاث مرات، مما يظهر حسب تصريحاتهم البعد الإجرامي للعملية، حيث تعرض عزام لنزيف حاد جعله يغادر الحياة في مكان الطعن قبل نقله لمستشفى سانت جيمس، حيث تأكدت وفاته حسب التقرير الطبي لأطباء المستشفى على الساعة 10 ليلا. وتوضح مصادرنا أن الشرطة الإيرلندية لازالت تجري أبحاثها بعدما سلم القاتل نفسه للشرطة بمركز داندروم للشرطة. وحسب رواية عائلة عزام، فإن معطيات جديدة تشير إلى أن شقيق القاتل سبق له الاعتداء على شاب مسلم بنفس الطريقة، وهو ما يعزز الفعل الإجرامي في عملية القتل. هذا وكان المركز الإسلامي بدبلن قد أقام حفل عزاء يوم السبت الماضي حضره حشد كبير من الجالية الإسلامية بإيرلندا. تحقيقات الشرطة الإيرلندية حاولت كشف بعض خيوط الجريمة النكراء، التي تعرض لها الركراكي، معلنة في بيان لها “بأن مراهقا قدم نفسه في مركز “جاردا” جنوبي دبلن، ظهر السبت الماضي، للمساعدة في التحقيقات الجارية بشأن حادث طعن الشاب عزام الركراكي، بعدما اعترف بجريمته”. وحسب رواية الشرطة، فإن عزام تعرض للطعن في “فينسبري بارك” في “تشيرش تاون” على الساعة 8.10 من مساء الجمعة الماضي، وقام بعلاجه المسعفون في مكان الحادث قبل نقله إلى مستشفى “سانت جيمس” حيث أعلن عن وفاته لاحقا. وحاولت تحقيقات الشرطة استبعاد الدافع العنصري للجريمة البشعة، التي راح ضحيتها الشاب المغربي، معلنة استمرارها في البحث عن شهود والتحقيق معهم. وحسب مقربين من عزام الذي كان يعيش في “هيلفيو جروف في ضاحية دوندروم”، ويدرس بثانوية “دي لا سال في تشيرش تاون”، فقد عرف عنه سلوكه الحسن، ومعروف عنه أنه “لطيف، ومهذب ومحترم”. وحسب معطيات الشرطة الإيرلندية، فإن سكان منطقة “فينسبري بارك” التي كان يقطنها عزام الركراكي، كانوا قد قدموا عددا من الشكاوى للشرطة حول سلوكيات معادية للمجتمع في الأسابيع الأخيرة، يقوم بها مجموعة من المشاغبين ليلاً في مساحة خضراء بعيدة عن المنازل. انتقل والد عزام عبد الرحمن الركراكي، وهو مغربي الأصل إلى إيرلندا عام 2001، ولديه طفلان آخران ويعمل أخصائي رعاية منزلية في قطاع التمريض. وخلفت الجريمة حالة من الحزن والصدمة على عائلته وعلى الجالية المغربية في إيرلندا، كما أنها أثارت موجة تعاطف واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد نشر الأم لفيديو ترثي فيه ابنها بكلمات مؤثرة. وكان عبد الرحمن الركراكي وهو والد الشاب عزام، قد أكد نبأ مقتل ابنه عزام عبر تدوينة على حسابه ب”فيسبوك”، قائلا: “توفي أمس الجمعة ابني حبيبي عزام بطعنة غادرة، أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يتقبله من الشهداء ويتجاوز عنه ويغفر له ويرزقنا الصبر والسلوان”. فيما ظهرت والدة الشاب عزام في شريط فيديو أمام جثمان ابنها، تؤكد فيه أن هذا الأخير قتل قبيل صلاة المغرب، مضيفة في كلمة مؤثرة “الموت موعظة لنا، وسنلتقي به في الجنة”، داعية الشباب إلى “الالتزام بدينهم وصلاتهم”. وقالت “لا اعتراض على قضاء الله، ابني شهيد عند الله، وأرجوكم ادعوا معه بالمغفرة”.