حظيت الاحتجاجات، التي عرفتها فرنسا، خلال الأسابيع الماضية، بسبب الضرائب على المحروقات، باهتمام واسع من لدن المواطنين المغاربة، الذين تابعوا تفاصيلها الدقيقة أولا بأول، منذ السابع عشر من شهر نونبر الماضي. وخلال أزيد من 20 يوما، ركز المتابعون المغاربة على تعامل السلطات الفرنسية مع احتجاجات “السترات الصفراء”، على الرغم من مظاهر العنف، التي صاحبتها، والتي تسببت في مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة أزيد من 800 شخص، بينهم 140 رجل أمن في مختلف المدن الفرنسية. وسجل نشطاء مغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي أن السلطات الفرنسية تعاملت بحكمة، وروية مع الأحداث، التي وصلت حدتها، خلال الأيام الماضية، باقتحام دوائر رسمية، وبنوك، ومحلات جرى تخريبها، وإشعال النيران في عشرات المواقع في مختلف المدن الفرنسية. لا أتذكر أن قام حراك الريف بمثل هذه الأعمال وأجرى النشطاء مقارنة بين ما شهدته فرنسا من احتجاجات، وحراك الريف، الذي عرفه المغرب، خلال العام الماضي، مسجلين أن المتظاهرين المغاربة لم يحدثوا أضرارا كتلك، التي أحدثها الفرنسيون، ومع ذلك توبعوا، واعتقل المئات منهم، وحوكموا بالسجن لسنوات طويلة وصلت إلى 20 عاما. كما سجل المتتبعون أن فرنسا لم تتابع المتظاهرين بعقوبات ثقيلة رغم بلوغ أحداث العنف مستوى تخريب الأبناك وإحراق دوائر حكومية، وإقفال الطرق السريعة، حيث أصدر القضاء حكما بالسجن ثلاثة أشهر نافذة فقط في حق شخصين أدينا بإحراق مقر إدارة محلية يوم السبت الماضي وسط البلاد. تم اليوم بباريس اعتقال أكثر من 200 متظاهر من السترات الصفراء بسبب أعمال شغب، لكن أكيد لن تكون هناك مجزرة قضائية بأحكام تصل إلى 20 سنة كما هو الحال عندنا وبتهمة المشاركة في تظاهرات سلمية حضارية : هنا يكمن الفرق يا أعداء الحرية !#حراك_الريف #حراك_فرنسا #المغرب — من جهته سجل المحلل سياسي والناشط حقوقي المعطي منجب وجود اختلاف واسع بن مجريات الإحتجاجات في فرنسا وبين حراك الريف مثلا. واعتبر منجيب في تصريح “لليوم 24” أن الملاحظ في فرنسا أن العنف أتى من الشارع، في حين كان مصدره السلطات المحلية ضد المتظاهرين إبان حراك الريف. كما أشار منجيب إلى أنه ورغم أحداث العنف التي تورط فيها بعض المتظاهرين في فرنسا، فإن المواطنين تمسكوا بالتضامن مع المحتجين ودعم مطالبهم. خلال مظاهرات 20 فبراير كانت المحلات والمقاهي تظل مفتوحة دون خوف من حدوث تخريب. وكان حراك الريف وحراك جرادة وغيرهما من حركات الاحتجاج في المغربية سلمية تماما. هذه فرصة لمقارنة التسجيلات الواردة من فرنسا والتي… https://t.co/GAj0QzUeH5 — أحمد القاري (@ahmed_badda) December 2, 2018