حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامبالديمقراطيين الذين سيطروا على مجلس النواب في الانتخابات النصفية من إهدار أموال دافعي الضرائب في إجراء تحقيقات حول الجمهوريين على مستوى المجلس، وفي الوقت نفسه أبدى تأييده لانتخاب نانسي بيلوسي لرئاسة مجلس النواب. وقال ترامب -في تغريدة- إنه في حال شروع الديمقراطيين بالتحقيق، سيكون مضطرا لفتح تحقيق مواز في مجلس الشيوخ -الذي عزز حزبه الجمهوري سيطرته عليه في هذه الانتخابات- يتعلق بكل تسريبات الديمقراطيين للمعلومات السرية وغيرها من القضايا، وفق تعبيره. وفي تغريدة أخرى، كتب ترامب أن نتائج استطلاع قناة “أن بي سي” التي ذكرت أن 46% لا يوافقون على تحقيقات مولر (في إشارة إلىالمحقق الخاص بمزاعم تواطؤ إدارة ترامب مع روسيا لكسب انتخابات 2016)، تشي بأن الجمهور بدأ يفهم مدى سخافتها، وقد قادها 17 ديمقراطيا”. وفي موضوع آخر، قال ترامب في تغريدة منفصلة إن نانسي بيلوسي تستحق أن تنتخب رئيسة لمجلس النواب من قبل الديمقراطيين، مشيرا إلى أنه بالإمكان دعمها بأصوات بعض الجمهوريين إذا واجهت أي صعوبة في ذلك. وقال ترامب “بكل إنصاف، تستحق نانسي بيلوسي أن يختارها الديمقراطيون رئيسة للمجلس. إذا جعلوها تواجه وقتا عصيبا ربما نضيف لها بعض أصوات الجمهوريين. لقد نالت هذا الشرف العظيم”. يشار إلى أن ترامب سأل جمهورا في تجمع في مينيسوتا الشهر الماضي “أيمكنكم تصور نانسي بيلوسي رئيسة لمجلس النواب؟”، وأضاف “لا تفعلوا هذا بي! لا أتصور ذلك، ولا أنتم”. ومن المتوقع أن تصبح زعيمة الأقلية الديمقراطية حاليا رئيسة لمجلس النواب، وهو المنصب الذي تولته في 2007 طوال أربع سنوات عندما دخلت التاريخ كأول امرأة تتبوأ هذا المنصب الرفيع. وسيكون لديها وللقيادة الديمقراطية القدرة على منع قوانين للجمهوريين وشل أجزاء كبيرة من أجندة ترامب، تتراوح بين مقترحات خفض ضريبي جديد إلى بناء جدار على الحدود مع المكسيك. ويمكن لبيلوسي أن تصعّب الأمور أكثر على ترامب إذا ما أطلقت إجراءات لعزله، لكنها عبّرت حتى الآن عن معارضتها لاستخدام هذه العصا الغليظة ضده، قائلة إنها يمكن أن تؤدي إلى تعبئة الناخبين الجمهوريين لحماية الرئيس. وقالت بيلوسي -التي تعد الأوفر حظا في رئاسة البرلمان- في خطاب بعد الإعلان عن حصول حزبها على الأكثرية في مجلس النواب، إن “الكونغرس ديمقراطيا سيعمل على حلول تجمعنا، لأننا سئمنا جميعا الانقسامات”. لكن الأشهر القليلة الماضية شهدت مشاكل داخلية، مع إعلان عشرات النواب والمرشحين الديمقراطيين رغبتهم في إجراء تغيير في القمة، منهم تيم راين عضو الكونغرس عن أوهايو الذي نافس بيلوسي على زعامة الديمقراطيين بعد انتخابات 2016، لكنه فشل. ووفق استطلاع لتلفزيون هيل في غشت الماضي، فإن على الديمقراطيين انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب. وبيلوسي انتخبت عضوا في مجلس النواب للمرة الأولى عام 1987، وشقت طريقها لتصبح زعيمة الديمقراطيين في المجلس اعتبارا من 2002، وهو المنصب الذي لا تزال تتولاه. وأظهرت نتائج انتخابات التجديد النصفي في الولاياتالمتحدة أن السيطرة في الكونغرس ستكون مقسمة بين الديمقراطيين الذين استعادوا الأغلبية في مجلس النواب، والجمهوريين الذين احتفظوا بالأغلبية في مجلس الشيوخ.