تجاوزت قصة الطفلة خديجة، التي تناوب 11 شخصا على اغتصابها، واحتجازها، وتعذيبها بالكي، والوشم على جسدها، حدود المغرب، إذ أصبحت قضية تتداولها وسائل الإعلام في الوطن العربي، والعالم, ودفعت بشاعة الجريمة المرتكبة في حق خديجة فاعلين مدنيين تونسيين لإطلاق حملة تضامن معها، من أجل إزالة الوشم على جسدها. ريما بلحاج، فاعلة مدنية تونسية، ورئيسة جمعية تونسية، أطلقت، نهاية الأسبوع الجاري، حملة لقيت تجاوبا واسعا في شبكات التواصل الاجتماعي على المستوى العربي، دعت، من خلالها، إلى تحويل التضامن مع خديجة من الافتراضي إلى تضامن فعلي على أرض الواقع، يخفف وجعها, وكتبت بلحاج في التعريف بمبادرتها: "بعد الجريمة الفظيعة، التي تعرضت لها الطفلة خديجة من المغرب، وبما أنو البارطاج و الكومنتار وحدو مايعمل شيء قررت انا ومجموعة من الأصدقاء باش نلقاو حل ونعاونوها في تخفيف الوجيعة". وقالت الفاعلة الجمعوية نفسها إن تونسيا صاحب مدرسة لوضع، وإزالة الوشم، يبحث عن والد الطفلة خديجة، للتواصل معه من أجل إزالة كل التشوهات الموشومة على جسد ابنته، غير أنه يواجه مشكلة تأمين تكاليف سفر الضحية، وولي أمرها من المغرب إلى تونس. وتقترح الفاعلة المدنية التونسية عرض فيلم وثائقي عن قصة خديجة في قاعات العرض التونسية، وتخصيص مداخيله للضحية، من أجل مساعدتها في السفر إلى تونس مع أهلها، لإزالة آثار تجربة احتجازها، واغتصابها من جسدها "من أجل إنقاذ ما تبقى من نفسية هذه الطفلة". كما عرض متخصصون تونسيون آخرون على عائلة خديجة مبادراتهم لإزالة الوشم من جسدها، وهي الفكرة، التي رحبت بها عائلتها، غير أنها طلبت مهلة للتفكير، بحكم أن قضية ابنتها لا تزال بين يدي القضاء.