فاز الفليلم المغربي "كيليكيس.. دوار البوم" بجائزة أفضل إخراج، في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، الذي اختتمت فعالياته مساء أول أمس الثلاثاء، في أوّل مشاركة لهذا العمل خارج المغرب، منذ عرضه في المهرجان الوطني للفيلم المغربي بمدينة طنجة. و فيلم "كيليكيس.. دوار البوم" لا يشير في أيّ من مشاهده إلى زمان أو مكان الأحداث، باستثناء توطئة يذكرها المخرج عز العرب العلوي، تتحدث عن "منطقة صحراوية قست عليها الطبيعة والإنسان"، وعن أن الزمن يعود إلى تاريخ كان فيه المخرج بسن الثامنة. ولا يحتاج المُشاهد لجهد كبير حتى يربط بين التوطئة وبين معتقل "تازمامارات"، الذي سُجن فيه العشرات من العسكريين والمدنيين، في مرحلة حُكم الملك الراحل الحسن الثاني، لاتهامات بالمشاركة في محاولتي الانقلاب العسكري عامي1971 و 1972 أو لأسباب سياسية، قبل أن يغلق هذا المعتقل بلا رجعةٍ في خريف عام 1991. وحصد إلى جانب "كيليكيس.. دوار البوم" كل من فيلم "الرحلة"، "تونس الليل"، جوائز من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي بالجزائر. و"كيليكيس.. دوار البوم" من تأليف وإخراج عز العرب العلوي، ويؤدي دور البطولة فيه كل من محمد الرزين، أمين الناجي، حسن باديدا، كمال الكاظيمي وأسماء سريوي. وكان الفليلم قد أثار جدلا في المغرب. ويمثل السجن العسكري مركزاً للأحداث في هذا العمل السينمائي، وتتمحور القصة حول جنود يحرسون أشخاصاً قُدموا على أنهم "أعداء للوطن والدين"، لكن الحقيقة ليست بكل هذا التبسيط. يستيقظ ضمير أحد الحراس ذات يوم، بعدما ضاق ذرعا بجبنه. يحاول أن يقوم بشيء شجاع في حياته حتى ولو أدى إلى وفاته. بيدَ أن ضريبة التمرّد كانت غالية، ليس فقط بالنسبة إليه، بل لمن رفضوا الانصياع إلى الرواية الرسمية.