عاش مطار فاس الدولي يومي الجمعة والسبت الأخيرين أجواء استثنائية بسبب احتجاجات قادها بخارج المطار أهالي وأقارب أزيد من مائتي مسافر مغربي تأخر وصولهم إلى فاس بأزيد من 34 ساعة، بعد أن أقلعوا على متن طائرة إسبانية استأجرتها الخطوط الملكية المغربية بسبب إضراب ربابنة "لارام"، من مطار باريس منتصف يوم الجمعة الماضي وظلوا عالقين بمطار مدريد لأزيد من عشرين ساعة عقب عطب تقني أصاب نظام تشغيل محركات الطائرة. وفي هذا السياق، حكت سلوى الوردي إحدى المسافرات على متن الرحلة AT653، والتي وصفتها معية بقية المسافرين معها ممن عاشوا أوقاتا عصيبة من مطار باريس حتى مطار فاس، ب"رحلة العذاب"، استغرقت كما قالت أزيد من 34 ساعة، موضحة بأن الطائرة التابعة لشركة إسبانية تسمى "فريفليج"، استأجرتها "لارام" لنقل زبنائها أغلبهم مغاربة، حيث أقلعت الطائرة مع منتصف نهار يوم الجمعة الماضي، حيث كان منتظرا أن تصل مطار فاس الدولي مع الثالثة بعد الزوال، غير أن الطائرة اضطرت إلى النزول بمطار مدريد بعد ساعتين من الطيران بسبب عطب أصاب نظام تشغيل محركاتها، حيث ظل المسافرون، تضيف الطبيبة سلوى، عالقين بمطار مدريد، ولم يجدوا من يتحدثون إليه لأجل معرفة مآل الرحلة، قبل أن تلجأ النساء والأطفال والشيوخ إلى الصياح وسط المطار ورفع شعارات تطالب بنجدتهم. ظل المسافرون العالقون يحتجون من الساعة الثالثة من بعد زوال يوم الجمعة حتى الساعة الثالثة من فجر يوم السبت الأخير، حيث اضطرت الشركة الإسبانية بعد اتصالها ب"لارام" إلى حجز غرف للمسافرين بفنادق قريبة من مطار مدريد، قبل أن يتمكنوا من مواصلة رحلتهم مع الساعة الثامنة من ليلة السبت/ الأحد نحو مطار فاس والذي حطت به طائرتهم مع الساعة التاسعة من نفس الليلة. والمثير في رحلة العذاب ما بين باريسوفاس، أن الطائرة كان على متنها 3 جثامين لمغاربة توفوا بفرنسا، حيث احتج ذويهم على عدم عناية الشركة بجثامينهم عقب العطب الذي أصاب الطائرة وتطلب أزيد من عشرين ساعة لإصلاحه، فيما ظلت الجثامين مع حاجيات المسافرين على متن الطائرة، مما تسبب في تعفنها بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة. هذا ونفذ المحتجون عند وصولهم إلى مطار فاس الدولي ليلة السبت/ الأحد احتجاجات بوسط المطار وأمام وكالة "لارام" بالمطار، حيث وجهوا لمسؤوليها اتهامات بتركهم في مواجهة مباشرة مع الشركة الإسبانية التي استأجرت طائرتها للخطوط الملكية المغربية لنقل مسافريها من باريس إلى فاس بسبب إضراب ربابنتها، حيث لم تقدم الشركة الإسبانية أي توضيحات للمسافرين العالقين ولم تتدخل لإخراجهم من حالة التشرد التي عاشوها بمطار مدريد إلا بعد مرور أزيد من عشرين ساعة من العذاب والاحتجاج بالمطار، غير آبهين بمعاناة الأطفال والشيوخ والنساء، بحسب ما نقلته للجريدة سلوى الوردي إحدى المسافرات على متن "رحلة العذاب"، حيث أكدت بأنها ومسافرون آخرون قاموا بوضع شريط فيديو مباشر على صفحة "لارام" الإلكترونية، يوثق مشاهد ساعات طويلة من الرعب والإرهاق قضوها بمطار مدريد، إلا أن هذه الأخيرة قامت بحذفها، مما جعلهم ينشرونها على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي تابعها أهاليهم وذووهم بكثير من السخط والتنديد. يذكر أن الإضراب الذي يخوضه ربابنة "لارام" منذ 11 يوما، انعكس سلبا على حركية الطيران وأجبر شركة الخطوط الملكية المغربية على إلغاء العديد من الرحلات التي كانت مبرمجة مسبقا، مما أثر بصورة سلبية على نفسية المسافرين، حيث لم يسلم من ذلك حتى المتوجهون إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج.