"الصحافة ليست جريمة"، "توفيق بوعشرين سجين رأي"، "الشعب يريد سراح المعتقل"، هكذا ردّد مشاركون في مسيرة يوم الأحد الماضي، رافعين لافتات تحمل صور مؤسس جريدة "أخبار اليوم" المعتقل منذ خمسة شهور، توفيق بوعشرين، يتقدّمهم أفراد عائلة بوعشرين. وكشف هؤلاء المشاركون في المسيرة الشعبية التضامنية مع معتقلي حراك الريف، عن فشل الرهان الذي رفعه خصوم بوعشرين، من خلال إثقال ملفه بالتهم الأخلاقية والجنسية، بهدف ضرب سمعته وتفكيك دائرة أقاربه وأصدقائه المقربين. "الأحكام القاسية على شباب الريف لا تفقد المغاربة الثقة في قضائهم، بل تفقدهم الثقة في مستقبل بلادهم"، هكذا نقل أفراد أسرة بوعشرين عن هذا الأخير قبل بضعة أيام من موعد المسيرة الشعبية. بوعشرين أضاف من داخل زنزانته: "أنا واحد من الذين يدفعون غاليا ثمن الدفاع عن حراك الريف السلمي والحضاري، وهذه واحدة من أسباب اعتقالي ورميي إلى القاعة 8 في غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في البيضاء… يا لها من مصادفة أن أجاور معتقلي الريف في المحكمة…". فيما بقيت افتتاحيات توفيق بوعشرين الخاصة بالحراك الشعبي الذي عرفته منطقية الريف منذ أواخر 2016، شاهدة على مواقفه، وفي أسفل هذه الصفحة نموذج من تلك الافتتاحيات. في اللحظات الأولى لانطلاق مسيرة الأحد الماضي، كان جزء من المشاركين يقفون في إحدى جنبات شارع محمد الخامس، رافعين شعارات مطالبة بإطلاق سراح الصحافي توفيق بوعشرين، والمتابع على خلفية تهم ثقيلة من بينها الاتجار بالبشر. هؤلاء المشاركون في المسيرة رفعوا لافتات طبعت عليها صور الصحافي بوعشرين، وشعار "الصحافة ليست جريمة"، وهو الشعار الذي رفع منذ اعتقال توفيق بوعشرين شهر فبراير الماضي، وتحوّل حينها إلى "هاشتاغ" حقق انتشارا واسعا. المسيرة الحاشدة انطلقت صباح الأحد، من ساحة باب الأحد، وعرفت مشاركة كبيرة لجماعة العدل والإحسان، التي تخلفت عن حضور مسيرة الدارالبيضاء الأسبوع الماضي. وعلى غرار أسرة وأصدقاء وأقارب الصحافي حميد المهدوي، المدان بعد اعتقاله بمدينة الحسيمة حيث كان يقوم بتغطية الحراك، حمل المتظاهرون شعارات تطالب بالحرية لتوفيق بوعشرين، مرددين شعار "توفيق بوعشرين سجين رأي" و"المحاكمة مسرحية"، حاملين صور بوعشرين، وشعارات تطالب بإطلاق سراحه. المسيرة طالبت بمحاكمة عادلة لمؤسس صحيفة "أخبار اليوم"، تحترم القانون وتوفر شروط المحاكمة العادلة. وانضم إلى ترديد شعارات التضامن مع بوعشرين عدد من المشاركين في مسيرة الرباط، مرددين شعار "الشعب يريد سراح المعتقل"، فيما وزعت صوره على مسيرة الرباط، التي شارك فيها الآلاف من المطالبين بإطلاق سراح مختلف المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي. جلسات المحاكمة الماراطونية التي يخضع لها توفيق بوعشرين تأكيدا لكون الملف كان يتطلب العرض على قاضي التحقيق، أجلت في آخر جلسة إلى موعد 25 يوليوز الجاري. هذا التأخير جاء بطلب من النيابة العامة ودفاع المطالبين بالحق المدني، ويضع مهندسي هذا الملف في عدة مآزق، أولها أن الملف غير جاهز، وأن الأطراف التي طلبت الخبرة، خاصة النيابة العامة، تشك في ملفها ووثائقها. لجنة الحقيقة والعدالة في ملف الصحافي توفيق بوعشرين، نشرت الأسبوع الماضي، تقريرها الأول، والذي رصدت فيه اللجنة أبرز الانتهاكات التي طالت الحقوق الدستورية للصحافي بوعشرين والاختلالات التي مست بشروط المحاكمة العادلة. اللجنة التي تأسست من لدن فعاليات حقوقية وسياسية وإعلامية يونيو الماضي، عددت قائمة طويلة من الخروقات التي يعتقد أنها مست بشكل جوهري حقوق بوعشرين في محاكمة عادلة.