ينطلق الحوار الداخلي لحزب العدالة والتنمية يومي 30 يونيو وفاتح يوليوز بندوة وطنية تشارك فيها قيادات الحزب، من مختلف الحساسيات داخل الحزب، لكن ليس من بينهم زعيم الحزب عبدالإله بنكيران. وستعرف الندوة الأولى لحوار العدالة والتنمية إلقاء عدد من العروض، على مدى ثلاث جلسات دراسية، تُخصص الجلسة الأولى، بحسب برنامج صادقت عليه الأمانة العامة وحصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه، لمتغيرات السياق الدولي وانعكاساتها على المغرب، في حين تخصص الجلسة الثانية للوضع السياسي بالمغرب وتموقع الحزب، بينما تخصص الجلسة الثالثة للبناء الديمقراطي بالمغرب ومعوقاته. ويلاحظ أن الأمانة العامة كلّفت تيار بنكيران بأغلب المداخلات والتعقيبات في الندوة الوطنية الأولى، بينما يبدو حضور تيار الوزراء، ومن يُحسب على العثماني، محدودا في تنشيط أشغال الندوة، وهو الاختيار الذي يشير إلى رغبة الأمانة العامة للحزب في امتصاص الغضب داخل الحزب تجاه توجهاتها وأولوياتها. وبحسب برنامج الندوة، فإن العروض الرئيسة في الجلسة الأولى، سيلقيها كل من مصطفى الخلفي وبلال التليدي، وسيعقب عليهما على التوالي المقرئ الإدريسي أبو زيد ومحمد الحمداوي ومحمد طلابي، في حين سيُلقي إدريس الأزمي وعبدالعلي حامي الدين العرضين الرئيسيين في الجلسة الثانية، على أن يتولى التعقيب عليهما كلا من مصطفى الرميد وعبدالعزيز أفتاتي، وتم تكليف الحبيب الشوباني ومحمد الهلالي بإلقاء المداخلتين الرئيسيتين في الجلسة الثالثة، على أن تعقب عليهما آمنة ماء العينين وعبدالصمد السكال. ويحضر هذه الندوة حوالي 100 شخص اختارتهم الأمانة العامة من بين أعضاء المجلس الوطني منهم الكتاب الجهويون وأعضاء في لجنتي الشؤون السياسية والشؤون التنظيمية بالمجلس. وكان المؤتمر الوطني الأخير قد أوصى في مخرجاته بإطلاق حوار وطني داخلي، الغرض منه تجاوز الانقسام الحاد بين "تيار بنكيران" و"تيار العثماني"، وبلورة أطروحة سياسية للحزب توضح تصوره للوضع السياسي وكيفية تجاوز الانتكاسات المتوالية في المجال السياسي والحقوقي. وتحدد ورقة منهجية الحوار كما صادقت عليها الأمانة العامة للحزب عددا من الأهداف، أبرزها الرغبة في الخروج بقراءة جماعية للمرحلة السابقة على إعفاء الأمين العام السابق للحزب عبدالإله بنكيران، ثم مرحلة "البلوكاج"، التي استمرت عقب الانتخابات التشريعية ل7 أكتوبر 2016، حيث تعرض الحزب لضربات أربكت قيادته، ودفعت بنكيران إلى وصف وضعيته ب"الزلزال السياسي". غير أن عددا من قياديي الحزب، قللوا من فرص نجاح الحوار الوطني، مُعتبرين أنه مجرد محاولة لاحتواء الخلاف الحاد، الذي تفجّر داخل الحزب بعد ما سمي نقاش الولاية الثالثة لبنكيران، خصوصا إذا قاطع بنكيران جلسات الحوار الداخلي.