قال مصدر مطلع، إن غرفة الجنايات الابتدائية، بمحكمة الاستئناف بوجدة، قررت أول أمس تأجيل النظر في ملف عدد من المعتقلين المحالين على غرفة الجنايات من قبل قاضي التحقيق الذي أنهى التحقيق التفصيلي مع المعتقلين، إلى غاية 9 ماي المقبل. وكشف مصدر متابع للملف، بمدينة جرادة، أن الأمر يتعلق بملفين يضمان عددا من الأحداث، اعتقلوا على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة جرادة في 14 مارس الماضي، قبل إحالتهم على قاضي التحقيق الذي عقد عدة جلسات للاستماع إليهم. ويواجه المتابعون في هذا الملف وفق نفس المصدر عدة تهم ثقيلة، من ضمنها "إضرام النار عمدا في ناقلات بها أشخاص، ووضع في طريق عام أشياء تعوق مرور الناقلات وسيرها، والتي تسبب في حوادث وتعطيل المرور ومضايقته، وإهانة واستعمال العنف في حق موظفين عموميين نتج عنه جروح أثناء قيامهم بمهامهم مع سبق الإصرار والترصد، وكسر وتعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة والعصيان المسلح بواسطة أشخاص متعددين والتجمهر المسلح بالطرق العمومية". وتأتي هذه المستجدات بعد أيام من إسدال الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بوجدة، الستار على ملف المعتقلين السبعة الذين اعتقلوا أيضا على خلفية الأحداث التي عرفتها جرادة، والتي قضت في حقهم المحكمة بعقوبة حبسية موقوفة التنفيذ تراوحت بين 4 أشهر وسنة موقوفة التنفيذ، ما جعلهم يعانقون الحرية من جديد بعد عدة أسابيع قضوها في السجن المحلي لوجدة. وتأتي هذه التطورات أيضا في وقت يسعى عدد من أعضاء لجان الأحياء، بمدينة جرادة إلى إقناع الساكنة بالتوقف عن الاحتجاج، وإفساح المجال لعقد جلسة حوار شاملة مع السلطات، تنهي حالة الاحتقان التي تعرفها مدينة جرادة. وأكد محمد الفزيقي، أحد أعضاء لجان الأحياء، أن هناك تجاوبا للساكنة حول هذه المبادرة، وأن عددا من أحياء المدينة أبدت استعدادها الانخراط في أية "هدنة"، يمكن أن تفضي إلى حوار ينهي الاحتقان، خاصة وأن الساكنة رأت في الحكم الأخير الذي أصدرته المحكمة الابتدائية بوجدة والقاضي بالحبس موقوف التنفيذ في حق 7 نشطاء، إشارة على إمكانية عودة الوضع إلى حاله السابق. وكانت الحكومة قد التزمت بتحقيق المطالب الاجتماعية والاقتصادية لساكنة جرادة التي خرجت إلى الشارع، منذ 4 أشهر، بعد وفاة الشقيقين الحسين وجدوان، في بئر للفحم الحجري، ورفع المحتجون شعارات تنادي بخلق بديل اقتصادي للمدينة وإيجاد حلول لفواتير الماء والكهرباء وغيرها من المشاكل التي تتخبط يها الساكنة.