تواصل الأمانة العامة إبعاد المحسوبين على عبدالإله بنكيران، آخرهم عبدالغني لخضر، رئيس منتدى الأطر والمستشار الاقتصادي برئاسة الحكومة، لكنها يبدو أنها فشلت في إعادة تكوين القيادات الجهوية للحزب وفق المنطق نفسه، وذلك حسب ما انتهت إليه آخر المؤتمرات الجهوية التي نظمت، أول أمس، بجهتي درعة-تافيلالت وبني ملال-الخنيفرة. مصادر "أخبار اليوم" كشفت أن الأمانة العامة، وبعد ما فوجئت بنتائج المؤتمرات الأولى في الجهات التي انتخبت قيادات محسوبة على بنكيران، اتجهت نحو إبعاد قيادات التيار ذاته على صعيد الهيئات الموازية، ومن تمّ إبعاد عبدالغني لخضر من رئاسة منتدى الأطر، وتعيين إدريس الصقلي العدوي، المحسوب على تيار العثماني بدلا عنه. وكان لخضر قد برز اسمه إلى جانب عبدالإله بنكيران في رئاسة الحكومة كمستشار اقتصادي، ثم عضوا في الأمانة العامة للحزب بصفته رئيسا لمنتدى الأطر داخل الحزب، قبل أن يُبعده العثماني من خلال تعيينه الصقلي العدوي، برلماني مكناس ورئيس لجنة مراقبة المالية العامة بمجلس النواب، رئيسا للمنتدى ذاته. وخلّف إبعاد لخضر غضبا صامتا في صفوف أنصار بنكيران، لأن إبعاد لخضر جاء مباشرة بعد انتزاع مهمة رئاسة مؤسسة منتخبي الحزب من إدريس الأزمي الإدريسي بحجة مسؤولياته المتعددة (عمدة فاس ورئيس الفريق النيابي)، وهي المسؤولية التي تمّ منحها للوزير عزيز الرباح. هذا الأخير يرى منافسوه داخل الحزب أن مهامه ومسؤولياته (وزارة الطاقة والمعادن، رئيس جماعة القنيطرة..) لا تقل عددا وجسامة عن مهام الأزمي. بالمقابل، خلّفت نتائج المؤتمرات الجهوية داخل الحزب ارتياحا في صفوف تيار بنكيران، وبحسب قيادي في الأمانة العامة، فإن تيار العثماني "لم يفز حقيقة سوى بجهتين؛ سوس ماسة برئاسة عبدالجبار القسطلاني" مستشار عزيز الرباح في وزارة النقل والتجهيز سابقا، وجهة طنجة- تطوان- الحسيمة برئاسة نبيل الشليّح منسق منتخبي الحزب بمجلس الجهة. بينما بقية الجهات فازت بأغلبيتها قيادات محسوبة على بنكيران، مثال جهات الصحراء الثلاث (الداخلة وادي الذهب، والعيون الساقية الحمراء وكلميم واد نون) أو جهات فاس-مكناس والرباط-سلا-القنيطرة ودرعة- تافيلالت وجهة الشرق. ويُعرف عن باقي الكتاب الجهويين الجدد حيادهم في الصراع داخل الحزب، وامتثالهم في الغالب لتوجهات ومواقف حركة التوحيد والإصلاح أكثر من نصرتهم لهذا التيار أو ذاك، منهم الكاتب الجهوي الجديد لبني ملال-الخنيفرة والكاتب الجهوي لجهة مراكش-آسفي. هذا، ويتوقع أن تستمر المعركة بين أنصار بنكيران وأنصار العثماني والوزراء على صعيد المؤتمرات الإقليمية والمحلية التي انطلقت مؤخرا، ويُرتقب أن تنتهي في أوائل شهر ماي المقبل، وقبل دخول شهر رمضان.