يشعر مهنيو النقل والتعشير الدولي بحرج كبير مع زبنائهم، جراء تدهور سلامة السلع الغذائية المستوردة من الخارج، والمتجهة لتموين الأسواق الوطنية في مختلف المدن، نظرا لانعدام الظروف الصحية في مستودع السلع والبضائع في ميناء طنجة المتوسط، بعد حجزها للتتبع والمراقبة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. وقال يوسف بن بكار، منسق التنسيقية الوطنية لأرباب النقل الدولي للبضائع، ل "اليوم24″، إن مستودع السلع بالميناء المتوسطي لا يتوفر على أية معايير للسلامة الصحية، بالنسبة للمواد الغذائية وخاصة الفلاحية منها، موضحا بأن البضائع تظل عدة أيام دون آلات التبريد، وهو ما يعرض المنتوجات المحتجزة في المستودع للتلف، أو تدهور جودتها كأخف الأضرار. واستغرب بن بكار، عدم تجهيز الوكالة الخاصة للميناء المتوسط، المستودعات بالمعدات الضرورية لحفظ السلامة الصحية للمنتوحات الغذائية، علما أن الوكالة تجني أرباحا مالية ضخمة من تسيير هذا المرفأ البحري، على حساب المستثمرين الذين يتكبدون خسائر فادحة. وأكد المتحدث أن مهنيي الاستيراد والتصدير، يطالبون بتقليص مدة احتجاز السلع في الميناء، سواء عند الدخول أو المغادرة، وأيضا زيادة عدد مختبرات تحليل السلع والبضائع المستوردة. ومن بين المشاكل الأخرى التي يتشكي منها مهنيو النقل والتعشير، يضيف يوسف بن بكار، وجود كشك لبيع السجائر المعفاة ضريبيا داخل الميناء، والذي يزود سائقي الشاحنات بكميات كبير لإدخالها للسوق الوطنية، إلا أن السلطات الجمركية عندما تضبط شاحنة تحمل كمية من هذه السجائر، يتم استدعاء ممثلها القانوني، قبل الإفراج عنها بعد إجراءات معقدة. يأتي هذا في وقت تقوم فيه الوكالة الخاصة لإدارة الميناء المتوسط، «تيمسا»، بدعاية مكثفة لترويج سلاسة حركية التجارة، وعبور الشاحنات والعربات من مرافئ المنشأة البحرية، وذلك عبر شريط فيديو يظهر مدى انسيابية حركة المرور عبر الميناء المتوسطي. وحسب الشريط الدعائي المصور، تقول إدارة «تيمسا» إن 97 في المائة من الصادرات المغربية تمر من الميناء المتوسطي، وحرص الفيديو الإعلاني، الذي يُعرض عبر المنصات الخاصة في الميناء، على إظهار سهولة وسرعة تحرك الشاحنات، وذلك من أجل تفنيد الاتهامات الموجهة إليها بالبيروقراطية وعرقلة الصادرات المغربية. ويعتبر الفيديو الإعلاني محاولة للرد على الانتقادات المتصاعدة منذ نهاية شهر فبراير من طرف مهنيي النقل الدولي، الذين هددوا بخوض إضراب مفتوح قد يتسبب في شلل للميناء، محمّلين مسؤولية ما يحدث للإدارة، التي قالوا إنها تجاهلت مراسلات ما يعانيه مهنيو نقل البضائع. وبحسب الجمعية المغربية للنقل الوطني والدولي واللوجستيك، فإن المرور عبر ميناء طنجة المتوسط، أصبح يشكل معاناة حقيقية ويكبدهم خسائر كبيرة، جراء إجبارهم على البقاء لساعات أو أيام طويلة، في انتظار الحصول على التراخيص والمرور بكافة الإجراءات الإدارية. المتضررون أشاروا إلى تكديسهم لساعات في مناطق ضيقة وغير مجهزة بشكل جيد، رغم المساحات الواسعة المتوفرة بالميناء، إذ أكد المحتجون ادعاءاتهم بأشرطة مصورة تظهر طوابير انتظار طويلة، وإجبار الشاحنات على عبور مسارات غير مجهزة تتسبب في أضرار للعربات.