لايزال المرض، الذي تسببه طفيليات من جنس "الليشمانيا"، الكائنات الأولية، التي تنتقل عن طريق حشرات "الفواصد"، أو "ذبابة الرمل"، ينتشر بين المواطنين، المستقرين في جهة درعة – تافيلالت، لا سيما الأطفال منهم. وفيما وجهت وزارة الصحة أصابع الاتهام إلى "الفأر الأصهب"، الذي تنتقل بسببه العدوى، عزا المركز المغربي لحقوق الإنسان، ارتفاع داء "الليشمانيا" في جهة درعة – تافيلالت إلى وجود "الكلاب الضالة" في المنطقة. وأبرز المركز، في تقرير شديد اللهجة، أن الأسباب الحقيقية لانتشار "الليشمانيا"، "ليست غياب النظافة، كما تدعي وزارة الصحة، وإن كانت مشكلة النظافة محفزا لانتشار الوباء، بل إنها تتمثل في اختلال التوازن الطبيعي بين الحيوانات". المركز الحقوقي، في ثاني تقرير له، خلال الأسبوع نفسه، أوضح أن تهجير كلاب ضالة من مجموعة من المدن، إلى هذه الدواوير في إقليم زاكورة، تسبب في انقراض، وهجرة القطط، التي كانت تتغذى على الفئران، ما ساعد هذه الأخيرة على التكاثر بكثافة رهيبة، و"جعلها تتواجد نهارا جهارا في كل المناطق، حيث تتغذى الحشرات على دمها، ثم تنتقل إلى جلد الإنسان لتتغذى منه، فتنقل إليه المرض". وزاد المركز في تقريره: "آثار الإصابة ب"الليشمانيا" لا تظهر إلا بعد أيام (قرابة الشهر)، عبارة عن طفح جلدي يتوسع يوما بعد يوم، في غياب التلقيح في حينه، وسرعان ما ينتشر الطفح الجلدي ويسبب في تقيحات..". وأفاد التقرير نفسه أن وفدا طبيا، يتكون من مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض، وثلة من الأطباء المتخصصين، حل في الإقليم، وعقد لقاءات مع ممثلي السلطات من أجل اتخاذ عدد من التدابير، فيما يطالب السكان بوضع حد للكلاب الضالة، التي تتسبب بعد تهجيرها لأي منطقة، بحوالي السنة، في اختلال التوازن الطبيعي، ما يؤدي، حتما، إلى هذه الكارثة، وكذا وضع حد لانتشار النفايات، التي تتغذي عليها الفئران، والتي تجد ضالتها في "الخشخاش" الموجود بكثرة بسبب تداعيات الجفاف. وأكد المركز الحقوقي ذاته على ضرورة إعلان حالة استنفار قسوى، من خلال إحداث مستشفى ميداني، أو عسكري، ولمدة لا تقل عن سنة، لاسيما أن المرض ينتشر بسرعة فائقة.