هددت واشنطن عددا كبيرا من الدول الأعضاء بالأممالمتحدة التي تعتزم التصويت لصالح قرار القدس المزمع طرحه بلاجتماع الطارئ للمنظمة الأممية، غدا الخميس، بطلب من تركيا واليمن. جاء ذلك بحسب ما صرح به دبلوماسيون في عدد من بعثات الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية لوكالة "الأناضول"، مفضلين عدم الكشف عن هوياتهم أو أسماء بلدانهم. وذكر الدبلوماسيون أنهم تلقوا رسائل مكتوبة من مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأممالمتحدة السفيرة، نيكي هيلي، حذرتهم فيها من مغبة التصويت لصالح قرار بشان القدس. ومن المقرر أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم غد الخميس، على قرار يدعو الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى التراجع عن قرار اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، والذي أعلنه في خطابه بداية دجنبر الجاري، داعيا إلى بدأ الإستعدادات لنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. وكان المتحدث باسم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، برندن فارما، قد أعلن أمس الثلاثاء انعقاد اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت مبكر من صباح الخميس. وقال فارما إن رئيس الجمعية العامة ميروسلاف لايتشاك تسلم بالفعل خطابيين رسميين من مندوبي تركيا واليمن، لعقد اجتماع طارئ بشأن القدس، باعتبار الأولى رئيس القمة الإسلامية، والثانية رئيس المجموعة العربية. وأضاف في تصريحات صحفية أنه ليس "على دراية بعد بأي مشروع قرار تم طرحه أو توزيعه على أعضاء الجمعية العامة". وتابع "القرارات التي تصدرها الجمعية العامة للأمم المتحدة غير ملزمة، لكنها تعبر بوضوح عن الإرادة السياسية للمجتمع الدولي". وأوضح الدبلوماسيون الذين تحدثوا مع الأناضول أن هيلي أبلغتهم أن الرئيس ترامب سيتعامل مع انعقاد الاجتماع الطارئ للجمعية العامة كمسألة شخصية. هيلي أكدت لهم في خطابها أنها ستنقل لترامب أسماء الدول التي ستصوت لصالح القرار المتوقع التصويت عليه خلال جلسة الغد. الدبلوماسيون ذكروا كذلك أن هيلي أوضحت في خطابها أن أمريكا لا تطلب منهم أن يحذوا حذو واشنطن في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارات بلادهم إليها، لكنها أضافت أنهم إذا فعلوا "فسيكون ذلك أمرا صائبا". في ذات السياق نشر موقع فورين بوليسي (Foreign Policy)، نص الرسالة التي بعثت بها هيلي لمندوبي المنظمة الدولية. المندوبة الأمريكية لم تكتف برسائل التهديد التي بعثتها لنظرائها في المنظمة الدولية في أول سابقة من نوعها في تاريخ الأممالمتحدة. وإنما هددت أيضا على حسابها الخاص بتويتر قائلة "بالأممالمتحدة يطالبوننا دائما بأن نعمل أكثر وأن نعطيهم (معونات) أكثر..لذلك عندما نتخذ قرار بخصوص أين يكون موقع سفارتنا، لا ينبغي أن نتوقع من هؤلاء الذين قدمنا المساعدة لهم أن يستهدفوننا". At the UN we're always asked to do more & give more. So, when we make a decision, at the will of the American ppl, abt where to locate OUR embassy, we don't expect those we've helped to target us. On Thurs there'll be a vote criticizing our choice. The US will be taking names. pic.twitter.com/ZsusB8Hqt4 — Nikki Haley (@nikkihaley) December 19, 2017 وأضافت "يوم الخميس سيكون هناك تصويت في الجمعية العامة ينتقد اختيارنا للقدس عاصمة لإسرائيل والولايات المتحدة ستقوم بتدوين أسماء الدول". وأمس أول (الإثنين) دعا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، تقدمت به مصر، "كل الدول إلى الامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية في مدينة القدس المقدسة، تطبيقًا لقرار مجلس الأمن 478 لسنة 1980، والالتزام بقرارات مجلس الأمن، وعدم الاعتراف بأي تدابير أو إجراءات تتناقض مع هذه القرارات".