أكد مصطفى بنزروالة، عضو المكتب التنفيذي لمركز معارف للدراسات والأبحاث، أن المركز سيعمل على تحويل التعاطي السلبي مع الفضاء الافتراضي إلى "تعاطٍ إيجابي"، من خلال "استثمار المعطى الرقمي وتحويله إلى أداة ناجعة في التمكين للمعرفة". وأوضح أستاذ الفلسفة والباحث المهتم بقضايا الفكر العربي المعاصر، في حوار مع "الرأي"، أن فكرة تأسيس المركز جاءت وعيا بضرورة البحث العلمي، وتقديم الإجابة العلمية للعديد من القضايا والإشكالات و الأحداث والوقائع التي تؤطر المجتمعات العربية والإسلامية. كيف جاءت فكرة تأسيس المركز؟ نعتبر بدءا على أن البحث العلمي اليوم أصبح ضرورة تفرض نفسها أكثر من أي وقت مضى وتقتضي منا جميعا التعاطي معها بالجدية المطلوبة سواء كباحثين ذاتيين أو مؤسسات بحثية أو كفاعلين رسميين، وذلك بالنظر إلى الإشكالات المعرفية والقضايا الاجتماعية ومتغيرات الواقع وتسارع الأحداث التي تحيط بنا. مجمل هذه القضايا والإشكالات لا يمكن التصدي لها ومقاربتها ومحاولة فهمها وتفسيرها إلا من خلال عمل بحثي رصين ومنهجية علمية دقيقة. لذلك وبعد نقاش طويل ومستفيض بين مجموعة من الباحثين الشباب بتخصصاتهم المعرفية المختلفة جاءت فكرة تأسيس مركز معارف للدراسات والأبحاث لتدشن مسارا جديدا في محاولة تقديم الإجابة العلمية للعديد من القضايا والإشكالات و الأحداث والوقائع التي تؤطر المجتمعات العربية والإسلامية. كما أن فكرة تأسيس مؤسسة علمية وطنية مستقلة تشتغل أساسا في حقل البحث العلمي نتيجة طبيعية لإيماننا بضرورة المأسسة وخلق إطارات تحتضن البحث العلمي وتؤطره برؤية فكرية ناضمة ومنطلقات مرجعية واضحة بعيدا عن الارتجال والفوضى التي تعتري المجال في الكثير من الأحيان. ما هو الهدف الأساس لمركزكم؟ المركز يهدف إلى المساهمة في الدفع بعجلة البحث العلمي وتطوير المعرفة إلى جانب مؤسسات بحثية أخرى، فنحن لا ندعي كوننا بديلا، بل مساهمين من موقعنا ووفق رؤيتنا في تحرير الفعل العلمي وإطلاق دورة جديدة في بعث مجتمع المعرفة المنشود. هل تتوقعون أن تنجح الفكرة وسط مجتمع مغربي أصبح يهرب من المعرفة في الكتب إلى "التفاهات" في العالم الافتراضي؟ بخصوص سؤالكم حول توقعاتنا بنجاح المبادرة في ظل واقع معرفي متردي سمته الهروب إلى الجاهز والافتراضي، فنحن ندرك حجم الرهانات والتحديات التي تواجهنا، ومنها على الخصوص الهجرة الجماعية إلى المواقع الافتراضية التي أصبحت اليوم تؤطر الوعي الجمعي وتساهم في خلق الرأي العام باعتبارها جزءا من مؤسسات التنشئة الاجتماعية، فنحن نسعى إلى الاستفادة من الإمكانيات التي توفرها هذه الفضاءات الافتراضية في إطار التواصل ونشر المعرفة وتحويل التعاطي السلبي مع هذه الفضاءات إلى تعاطي إيجابي يساهم في بناء الوعي العام، لذلك فاستثمار المعطى الرقمي وتحويله إلى أداة ناجعة في التمكين للمعرفة من خلال نشر الدراسات والمقالات العلمية على الموقع الإلكتروني للمركز وعلى صفحات التواصل الاجتماعي من بين المشاريع التي سيشتغل عليها المركز .