تجمع العشرات من تلاميذ وتلميذات ثانوية الإمام مالك للتعليم الأصيل بمدينة الرشيدية، الاربعاء، في وقفة وقفة احتجاجية، تحت شعار "صرخة الاستعطاف"، أمام الثانوية، احتجاجا على تنقيل أبنائهم إلى مؤسسات أخرى، بعد أن وقع اختيار الثانوية مقرا للأكاديمية الجهوية درعة تافيلالت. واعتبر مصدر من المشاركين في الوقفة، في حديث ل"الرأي"، إن الاتجاه نحو "إعدام" ثانوية الإمام مالك التأهيلية يعبر عن "عدم تفكير المسؤولين في العواقب المترتبة عن بعد المؤسسة على التلاميذ و التي من بينها الهدر المدرسي و سلامة و أمن التلاميذ". وردد الآباء والأمهات و التلاميذ المشاركون في الوقفة شعارات رافضة لهذا القرار، كما تم إلقاء كلمة مكتب جمعية الآباء من طرف رئيس الجمعية، تساءل فيها: "كيف تبنى مؤسسات القرب من التلاميذ بينما ينقل هؤلاء من مؤسستهم؟". وعبرت أم أحد التلاميذ عن استيائها من هذا القرار، خصوصا و أن المؤسسة هي المؤسسة الوحيدة القريبة من سكناهم و حفاظا على سلامتهم و أمنهم. ووفق مصدر "الرأي"، فإن مكتب جمعية أولياء أمور التلاميذ والتلميذات بالمؤسسة قد راسل كافة الجهات المعنية، يعرب فيها عن "رفضه" لقرار تنقيل التلاميذ إلى مؤسسات أخرى تبعد عن مقر سكناهم، و ناشد جميع المسؤولين و الغيورين على مصلحة التلاميذ التدخل من أجل الحفاظ على حق هؤلاء التلاميذ إسوة بباقي تلاميذ ربوع المملكة. يُشار غلى أن ثانوية الإمام مالك للتعليم الأصيل، افتتحت أبوابها سنة 1979 تحت اسم "المعهد الإسلامي" ثم اسم "الإمام مالك" للتعليم الأصيل في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، وخرجت اجيالا في مختلف التخصصات. واستغرب مصدر آخر، في حديثه ل"الرأي"، من اتخاذ قرار تحويل الثانوية إلى مقر للأكاديمية، بعيدا عن الاستشارة مع المعنيين، وهو ما يبرر الاحتجاج الذي لقيه من قبل جمعية آباء وأمهات وأورلياء التلاميذ والتلميذات، ورفضهم للقرار في لقاء مع المسؤولين في مقر النيابة مؤخرا. وتسائل المصدر ذاته: "هل تتحرك الأطراف المعنية لوضع حد لهذا القرار الغريب؟ خصوصا ان ثانوية الإمام مالك تعد الوحيدة في الإقليم التي تحتضن التعليم الأصيل كثانوية؟ فهل من المعقول أن تحرم عاصمة الجهة من هذا الصرح التاريخي والعلمي المهم؟".