في تصريح من المنتظر أن يُضيف مزيدا من الزيت إلى نار الصراع الدائر بين رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران، والأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، كشف الأول، ولأول مرة، «الأسباب الحقيقية» التي دفعت الثاني، إلى الانسحاب من الطبعة الأولى من الحكومة. وقال بن كيران، الذي كان يتحدث أمام مهندسي العدالة والتنمية، أمس السبت، في يوم دراسي نظمته جمعيتهم حول "إعداد التراب في خدمة التنمية"، (قال) أن "أحد الحلفاء السابقين"، في إشارة واضحة إلى حميد شباط، "كان يعترض على إصلاح صندوق المقاصة"، كما كان "يعارض إجراء الانتخابات الجماعية" في تلك الفترة، "خوفا من عدم فوز حزبه". وأوضح بن كيران، في كلمته أمام مهندسي البيجيدي، أنه "في أحد اجتماعات زعماء الأغلبية، قال لنا – في إشارة لشباط- «إذا أجريتم انتخابات جماعية سنفجر هذا التحالف»"، حسب تعبير بن كيران. بن كيرن أضاف أن أحد الأمناء العامين لأحزاب الأغلبية حاول إقناع حميد شباط بتسريع تنظيم الانتخابات الجماعية، لكنه رد عليه بشدة قائلا: "أنت ديها غير فالحزب ديالك"، واعتبر بن كيران تصرف شباط هذا يُضمر "غاية إبعاد البيجيدي من الساحة". الأمين العام للحزب الحاكم أشار أيضا، في معرض كلمته ذاتها، إلى أن الأمين العام لحزب الاستقلال المعارض "رفض بقوة" إصلاح صندوق المقاصة، خاصة ما يتعلق بالإجراء المقترح ب "توزيع دعم مباشر على الأسر المعوزة"، وقال أن شباط "يرى أن ذلك سيحسب لحزب المصباح". من جهة أخرى، أكد بن كيران على أن الحكومة الجديدة، المشكلة بعد انسحاب حزب الاستقلال من الأولى، "ستستمر في معركة الإصلاح"، وقال "الحمد لله وجدنا رجالا صادقين واستمرت الحكومة وشكلنا أغلبية جديدة أكثر انسجاما وحكومة مثل الحكومة السابقة أو أحسن بقليل"، حسب تعبيره. وكان حزب الاستقلال قد انسحب من الطبعة الأولى من حكومة عبد الإله بنكيران، وبرر شباط الانسحاب ب "القرارات اللاشعبية" لها، و"محاولة العدالة والتنمية الاستحواذ عليها"، على حد وصفه. ودخل حزب التجمع الوطني للأحرار في التحالف الجديد، لتبدأ مفاوضات وصفت "بالعسيرة" تمخضت عنها حكومة ازداد عدد وزرائها ودخلها مجموعة من التكنوقراط وتضاعف عدد النساء في تشكيلتها، وعين الملك محمد السادس وزراءها الجدد في 10 أكتوبر الماضي.