نهائيات كأس العالم للأندية في المغرب استقطبت عددا من السياح الألمان الذين قدموا إلى المغرب وإلى مراكش تحديدا، من أجل تشجيع فريقهم ومن أجل السياحة والتعرف على معالم المدينة التي احتضنت المباراة الأخيرة في البطولة. حشد غفير من الناس تجمعوا حول شخص واحد، ورجال الأمن يحاولون إفساح الطريق لهذا الزائر الذي يعتبر ضيفا خاصا والذي تعودت ساحة جامع الفنا على استقبال أمثاله من المشاهير العالميين. يتعلق الأمر بحارس مرمى نادي بايرن ميونيخ مانوئيل نوير الذي جاء لزيارة ساحة الفنا الشهيرة في مراكش وسط حماية أمنية لم تمنع المعجبين من التقاط بعض الصور مع حارس الفريق البافاري. غير بعيد عن هذا المشهد الذي يتكرر كثيرا في مدينة مراكش، هناك عدد من السياح الألمان تعرفنا عليهم من خلال ارتدائهم لقميص فريق بايرن ميونيخ، وآخرون فضلوا قميص الفريق الوطني الألماني، نقترب منهم فنجدهم منشغلين بأخذ الصور مع مرود القرود الذي أبهرهم بمهاراته وبقدرته على التواصل مع القرد. نسألهم عن سبب وجودهم في المغرب، فيجيب شاب من بين المجموعة، وهو مايكل ذو 26 ربيعا والذي يشتغل في شركة تأمين في ألمانيا والقادم من مدينة ميونيخ "نحن من أجل تشجيع فريقنا ومن أجل السياحة أيضا، لأنه لا يمكن أن نزور مراكش دون أن نتعرف على معالمها. وقد سمعنا كثيرا من الأشياء الجميلة عن المدينة من بعض الأصدقاء الذين سبق لهم أن زاروها"، مايكل الذي قدم إلى المغرب مع مجموعة من أصدقائه ليس هو الوحيد الذي استغل فرصة مشاركة بايرن ميونيخ في كأس العالم للأندية من أجل القدوم إلى مراكش والتعرف على سحرها. السياحة قبل الكرة مدينة مراكش التي تعد قبلة عدد كبير من السياح الأجانب الذين تتعدد أسباب زيارتهم للمدينة، بين نجوم سينمائيين جاءوا للمشاركة في مهرجان مراكش للسينما، وبين من جاء من فارا من البرد القارس في أوروبا ليتمتع بدفء شمس مراكش، لكن هذه المرة مراكش تستقبل سياحا من نوع جديد، إنهم أنصار بايرن ميونيخ الذين اكتظت بهم العديد من أزقة المدينة القديمة، وزينوا ساحة جامع الفنا. عن تواجده في مراكش يقول مايكل: "أنا مشجع قديم لفريق بايرن ميونيخ ومن الجميل أن كأس العالم تم تنظيمه في مراكش، قدمت منذ أسبوع ولم أذهب لأغادير لأنني كنت أعلم بأن الفريق سيتأهل للنهائي، لذلك قررت البقاء في مراكش والاستمتاع بالتعرف عليها، خلال هذا الأسبوع زرت العديد من الأماكن زرت الكتبية والمنارة وأكلت الأكلة الشهيرة في مراكش التي تسمى الطنجية"، يقول مايكل ذلك وهو يبتسم فرحا لما حققه خلال هذا الأسبوع. مايكل كان برفقة عدد من أصدقائه، بينهم إيما التي كانت تحاول مداعبة القرد الذي لا يتوقف عن الحركة. إيما، وخلافا لمايكل، ليست مشجعة متعصبة لبايرن ميونيخ، لذلك فهي تعترف بأنها جاءت إلى مراكش من أجل السياحة وتضيف: "كنت أنوي القدوم إلى مراكش منذ مدة، لأن لدي صديقة مغربية تدرس معي في الجامعة ونصحتني بزيارة المدينة ورأيت عددا من صور المدينة فأعجبت بها، لذلك عندما سمعت أن بايرن سيأتي إلى المغرب قررت أن أستغل الفرصة لتشجيع فريقي المفضل ولزيارة مدينة مراكش"، تقول إيما التي تحمل قميص اللاعب الهولندي أيرن روبن وتقول بأنها معجبة به كثيرا. برنامج إيما كان مليئا بالعديد من الأنشطة التي ترويها لنا وهي في الفندق الذي أقيم فيه حفل راقص، حيث تعلمت خلاله قليلا من الرقص على الطريقة المغربية، على الرغم من أنها طريقة صعبة، وتضيف، "كما أنني قمت بجولة في الواحات التي توجد خارج المدينة على ظهر جمل، وهذه أول مرة أركب فيها الجمل، كما أنني قمت بوضع الحناء على يدي ووشمت على كتفي اسمي بالعربية"، تقول إيما وهي تدير كتفها لتظهر الوشم بالعربية وهي تتفاخر به. دفء الشمس وسحر الألوان نبتعد عن ساحة الفنا قليلا وعن صخبها والشمس التي ترسل أشعتها بقوة لنقتحم أزقة المدينة القديمة، حيث الظل والدكاكين الصغيرة التي تقدم فسيفساء من المنتجات المغربية التي تغري السياح بسحر ألوانها وطريقة عرضها. وكالعادة نتعرف على مشجعي بايرن ميونيخ من خلال قمصان الفريق التي يحملونها. نقترب من رجل في عقده الرابع منهمك في أخذ الصور لجميع المحلات وللمنتجات المعروضة وعلامات الدهشة بادية على وجهه، "جئت من أجل حضور المباراة النهائية لفريق بايرن، وأنا متأكد من فوزهم بالكأس، لكنني صراحة منذ أربعة أيام وأنا أتجول في أزقة المدينة القديمة وكل يوم أكتشف أشياء رائعة. إن هذه المدينة لوحة فنية تحتفي بالألوان وتزيدها أشعة الشمس بهاء" يقول فيليب وهو مصور فوتوغرافي يعيش في برلين لكنه مشجع لفريق بايرن. نترك فيليب مع صوره وندخل دكانا لبيع الأحذية الجلدية التقليدية وفتاة تبحث عن الحذاء الذي يناسبها، وقد أحاطت عنقها بشال يحمل شعار بايرن ميونخ، إنها لندا المهندسة الإعلامية التي تقول إن سبب زيارتها لمراكش، عدى حضور مباريات بايرن ميونيخ، "الهروب من البرد في ألمانيا والاحتماء بشمس مراكش الجميلة، ولو لأسبوع واحد، أقضي اليوم كله في المشي والتجول في أحياء المدينة من أجل أخذ الدفء من شمس مراكش، لأن البرد في ألمانيا لا يحتمل، كما أنني تعرفت على العديد من الأماكن الجميلة، كحديقة ماجوريل وقصر البديع. لقد تمكنت خلال هذه الأيام من تعلم كلمتين بالعربية السلام عليكم وشكرا"، تحكي لندا وهي تضحك من طريقة نطقها للكلمات بالعربية لكنها في الوقت ذاته تؤكد على أنها ستعود مرة أخرى لمراكش "لأنها مدينة ساحرة".