جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، التأكيد على أن المغرب سيواصل بقوة انخراطه في الجهود الأممية في اتجاه إيجاد حل سياسي نهائي لقضية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، داعيا جميع الأطراف، بما فيها الجزائر، إلى الانخراط الفعال في هذه الجهود . وقال مزوار، الذي كان يتحدث أمس، الخميس 08 نونبر، أمام أعضاء لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب، أن المغرب "سيواصل التعبير عن استعداده التام للانخراط في الجهود الأممية لإيجاد حل سياسي نهائي لقضية الصحراء المغربية مع التأكيد على واقعية وجدية المقترح المغربي حول الحكم الذاتي كأساس لهذا الحل"، مضيفا "وندعو من هذا المنبر جميع الأطراف وفي مقدمتها الجزائر إلى الانخراط في الجهود الأممية بالنظر إلى مسؤوليتها في النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية". وأوضح مزوار الذي عوض سعد الدين العثماني على رأس الخارجية في الطبعة الجديدة من حكومة بنكيران، خلال تقديم الميزانية الفرعية للوزارة برسم سنة 2014 أمام اللجنة البرلمانية المذكورة، أنه "سيتم تكثيف الجهود من أجل إقناع دول العالم بوجاهة الموقف المغربي وبزيف الأطروحة الانفصالية من خلال القيام بمبادرات فعالة على المستويين الوطني والدولي، مع التعريف بالدور الذي تلعبه الآليات الوطنية وفي مقدمتها المجلس الوطني لحقوق الإنسان عبر فروعه الجهوية بالأقاليم الجنوبية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وكذا بالخطوات التي سلكها المغرب في مجال التنمية الجهوية لأقاليمه الجنوبية وآليات الحكامة التي يتم إرساؤها في أفق تنزيل الجهوية الموسعة". من جهة أخرى، شدد صلاح الدين مزوار على أن المغرب "يعمل على فضح المحاولات المتكررة لخصوم الوحدة الترابية بالاستغلال السياسوي الدنيء لمسألة حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية"، مؤكدا على "انخراط المغرب الجاد في ترسيخ فضاءات الحريات الفردية والجماعية وتشبثه الراسخ بالنهوض بحقوق الإنسان في بعدها الكوني كخيار استراتيجي سيرا على المكتسبات الحقوقية التي حققها المغرب منذ سنوات". وقال أيضا أن السنوات الأخيرة تميزت بتحصيل عدة إنجازات على مستوى الدفاع عن القضية الوطنية، موضحا أنها "تتمثل على الخصوص في مصادقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع على عدد من القرارات حول الصحراء المغربية تدعم مسلسل المحادثات كسبيل وحيد لتسوية هذا النزاع المفتعل، وتؤكد على أولوية المبادرة المغربية للحكم الذاتي مع دعوة باقي الأطراف إلى الانخراط بجدية في المفاوضات مع التحلي بالواقعية وروح التوافق، مضيفا إلى ذلك "إعادة تأطير مهمة المبعوث الأممي، كريستوفر روس، من أجل تجاوز معيقات التوصل إلى حل سياسي واقعي ومتفق عليه، مع التأكيد على فصل المسار السياسي الذي يضطلع به الأمين العام ومبعوثه الشخصي عن المسارات الحقوقية والإنسانية التي هي من اختصاص هيئات أخرى". وأشار الوزير التجمعي إلى نداءات مجلس الأمن بإحصاء ساكنة مخيمات تندوف كإجراء كفيل بضمان حماية المحتجزين وكضرورة قصوى بالنظر إلى التحديات الأمنية التي تعرفها المنطقة. وشدد مزوار على ضرورة أن يتعبأ الجميع لمواجهة التحديات القائمة من خلال "مزيد من الجهد واليقظة والتعبئة والمتابعة والتحلي بروح الاستباقية خاصة في أفق الاستحقاقات الأممية لشهر أبريل 2014 ". *المصدر: و م ع