تنطلق اليوم بمراكش أشغال المؤتمر الرابع للعلوم الاجتماعية والانسانية الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كل سنة، ومن المقرر أن يحضره رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران. وقد تقرر ان تتمحور الأوراق البحثية للمؤتمر السنوي لهذا العام حول موضوعين مترابطين، وذي أهمية في السياق العربي الراهن، يتعلق الأول ب"إدوار المثقفين في التحولات التاريخية الكبرى" فيما يركز الثاني على "الجامعات والبحث العلمي في العالم العربي". وتفتتح أشغال المؤتمر بمحاضرة افتتاحية يلقيها المفكر العربي ، عزمي بشارة، مدير المركز، لكن لكون المؤتمر قد تم توحيد موضوعيه، حول المثقفين والجامعات، فقد تقرر كذلك أن يلقي رئيس جامعة محمد الخامس أكدال بالرباط سابقا، حفيظ بوطالب جوطي، محاضرة افتتاحية ثانية حول جامعة المستقبل. ويعرف المؤتمر مشاركة فعالة فعالة للباحثين المغاربة في أشغاله وجلساته العلمية. ومن بين المشاركين، بنسالم حميش، وزير الثقافة السابق وروائي وأستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس، وعبد الله ساعف، وزير سابق واستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، وعبد الرحيم المصلوحي رئيس الجمعية المغربية للعلوم السياسية، وعبد العالي حامي الدين أستاذ الفكر الدستوي والسياسي بجامعة محمد الخامس. أما من المفكرين العرب. ويشارك من الدول العربية، كذلك، رشيد العناني، أستاذ اللغة العربية والأدب المقارن وعميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة للدراسات العليا. ونديم روحانا المدير العام للمركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية "مدى الكرمل"، والمؤرخ اللبناني، وجيه كوثراني، المدير العلمي للإصدارات في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ورئيس لجنة الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية به. هذا، ومن المنتظر أن يختتم المؤتمر بحفل ختامي ستوزع خلاله جوائز على الفائزين في هذه الدورة، وكانت لجنة الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية التابعة للمركز العربي قد أعلنت عقب اجتماع لها في يناير الماضي عن أسماء الفائزين، إذ قررت حجب الجائزة الأولى في موضوع أدوار المثقفين في التحولات التاريخية، في الوقت الذي فاز بالجائزة الثانية، وقيمتها 15 ألف دولار، الباحث التونسي علي صالح مومن مولى عن بحثه بعنوان:"هل من حاجة اليوم إلى مثقف هووي؟ بحث في تراجع الأدوار التقليديّة ونظرٌ في البدائل". وقد عادت الجائزة الثالثة، وقيمتها 10 آلاف دولار، إلى كل من إبراهيم القادري بوتشيش عن بحث بعنوان:"سؤال تجديد أدوار المثقف في ضوء تحولات الربيع العربي: دور التواصل الشبكي والميداني كخيار إستراتيجي"، وحسن طارق عن بحث بعنوان:"المثقف والثورة – الجدل المُلتبس: محاولة في التوصيف الثقافي لحدث الثورة"، وكلاهما خريجي الجامعات المغربية. أما بخصوص الموضوع الثاني المتعلق بالجامعات والبحث العلمي في العالم العربي، فقد فاز البحث المشترك بين نضال المصري ومحمد الآغا من فلسطين بالجائزة الأولى عن بحثهما بعنوان:"إطار مقترح لتطبيق استراتيجية إدارة المواهب البشرية لتحقيق التميز البحثي في الجامعات الفلسطينية في ضوء مجتمع المعرفة"، فيما منحت اللجنة الجائزة الثانية للباحث محمد فاوبار من المغرب عن بحث بعنوان:"مختبرات العلوم الإنسانية وسيرورة تأسيس الجماعة العلمية بالجامعة المغربية بين الفرص والمعيقات: محاولة في سوسيولوجيا العلوم الإنسانية"، وقد عادت الجائزة الثالثة مناصفة إلي كل من من الباحث عامر دقو من سورية عن بحث بعنوان:"العلاقة بين التعليم الجامعي والديمقراطية في الوطن العربي من خلال نتائج استبيان الباروميتر العربي – الجولة الثانية"، والباحث علام حمدان من فلسطين عن بحث بعنوان:"الطريق نحو الجامعات البحثية عالمية المستوى: دراسة شمولية في الجامعات العربية". وقد أحدث المركز نوعا جديدا من الجوائز خصصه للأبحاث التي ينشرها باحثون عرب في الدوريات العربية والأجنبية. وفاز بالجائزة الثانية بالنسبة للأبحاث المنشورة في الدوريات العربية، الباحث المغربي سعيد الصديق عن بحث بعنوان:"الجامعات العربية وتحدي التصنيف العالمي: الطريق نحو التميز" ، في حين تم حجب الجائزتين الأولى والثالثة. وبخصوص جائزة الأبحاث المنشورة في الدوريات الأجنبية، فقد فاز بالجائزة الأولى، وقيمتها 15 ألف دولار، الباحث العراقي، حارث الدباغ، عن بحث نشره باللغة الفرنسية بعنوان:"القانون المقارن مدخلا للتحديث: مثال المدونات المدنية للدول العربية في الشرق الاوسط". وفاز بالجائزة الثانية الباحث المصري، مصطفى مكاوي، عن بحث نشره باللغة الإنكليزية بعنوان:"مسؤولية القرى الفقيرة سياحيا: التجربة المصرية". أمّا الجائزة الثالثة، فقد فازت بها الباحثة المغربية، زينب البرنوصي، عن بحثها المنشور باللغة الإنكليزية بعنوان:"سياسات الكرامة خلال مرحلة ما بعد الاستعمار: من تأميم قناة السويس سنة 1956 الى ثورة العام 2011 بمصر". ومن المنتظر أن يعلن رئيس لجنة الجائزة للدورة الحالية، وجيه كوثراني، عن هذه الأسماء والنتائج الكاملة في حفل ختام المؤتمر السنوي الرابع للعلوم الاجتماعية والإنسانية، زوال السبت بحضور الفائزين المغاربة والعرب. كما ينتظر أن يعلن كوثراني في حفل نفسه عن وضوعات التنافس في جائزة العلوم الاجتماعية والإنسانية في الدورة الخامسة للسنة 2015 – 2016.