استغل الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، فرصة انعقاد المجلس الوطني لحزبه، للرد على الأغلبية الجديدة التي اجتمع زعماء الأحزاب المشكلة لها قبل يومين واعتبرت أن حزب الاستقلال هو "المتسبب في الأزمة الحكومية"، حيث هاجم التشكيلة الحكومية الجديدة متهما إياها بالمراوغة والخداع. وقال شباط، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني لحزبه المنعقد اليوم السبت بالدارالبيضاء، أن الحكومة "قوم ارتضوا لأنفسهم المراوغة والخداع"، وألصق ببن كيران ما أسماه "نهج الاستكبار والطغيان". وكان زعماء الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي الجديد قد أجمعوا على تجاوز الخلافات التي يمكنها أن تعيد أزمة التعديل الحكومي إلى الواجهة، موجهين صفعة قوية لحزب الاستقلال بعد إقدامه على الانسحاب من التحالف الحكومي الأول، وأكدوا التحالف الحكومي الجديد ومعه المغرب استطاع تجاوز وضعية الأزمة داخل الأغلبية التي فوتت على المغرب إنجاز الكثير من الإصلاحات المهمة. وعاد شباط إلى التذكير بمرحلة وجود حزبه ضمن الحكومة، وقال أنها "لم تكن تعير أي اهتمام للاقتراحات والحلول التي تقدم بها حزب الاستقلال". وانتقل زعيم حزب الاستقلال إلى تخصيص رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران بقسط وافر من هجومه قائلا أنه "يعجز بشكل فادح عن استيعاب الأوضاع الجديدة"، وأنه "لا يمتلك رؤية إصلاحية ولا أجوبة حقيقية يواجه بها المتغيرات". واستنجد شباط، في هجومه على بن كيران، بآيات قرآنية مثل قوله تعالى "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"، مشددا على أن رئيس الحكومة "لا يقبل النصح". وجدد، في الكلمة ذاتها، تبرير انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة في طبعتها الأولى، قائلا إنه جاء "لدرء المفاسد على جلب المنافع" وأنه "يعكس التزاما بالمبادئ والقيم التي نؤمن بها" من أجل ما قال أنه "وقاية البلاد من شرور التقهقر والانحطاط، وحمايتها من براثن الرداءة والابتذال"، ولكونها، أي الحكومة، "تراجعت عن وعودها، وإيقافها جل التدابير التنموية". واعتبر الأمين العام للحزب الملتحق بالمعارضة أن الحكومة "لا تهتم بتشغيل المعطلين وتجعل منهم تهديدا للسلم الاجتماعي"، وقال أيضا أن الحكومة تتخذ قرارات "غير شعبية" لمواجهة ما أسماه "الأزمات التي تخلقها بسوء تدبيرها". وحول اختيار الحزب لخندق المعارضة "ليس اختيارا للتشويش" على حكومة بن كيران، "بل ضرورة للنظام الديمقراطي"، مستشهدا مرة أخرى بقول الله تعالى "فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا". وفي معرض حديثه عن التشكيلة الجديدة للحكومة التي انضم إليها حزب التجمع الوطني للأحرار، قال شباط أنها "مخيبة للآمال، مُهَيْمَنٌ عليها من قبل التكنوقراط، مما في قدرة الأحزاب السياسية على الأداء بشكل جيد". وهاجم شباط حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، معتبرا أن التشكيلة الحكومية الجديدة "تدل على أنه لا يملك أي مشروع مجتمعي ولا أية رؤية إصلاحية مستقبلية"، متهما إياها ب "التشبث بالمناصب الوزارية والكراسي الوثيرة فقط". وحول الجدل الأخير الذي أُثير حول تنصيب التشكيلة الجديدة أمام البرلمان، اعتبر حميد شباط، في كلمته أمام أعضاء المجلس الوطني لحزبه، أن الطبعة الثانية من الحكومة "لا شرعية برلمانية لديها" وأنها "لا تملك برنامجا حكوميا" وأن "ما يهمها هو التهرب من المساءلة والرقابة البرلمانية ".