أفادت مصادر خاصة في اتصال أجرته معها ل"لرأي"، أن ميلشيات البوليساريو عمدت على بيع معدات طبية متطورة في مجال طب العيون بمستشفى الربواني، بعدما تم إرسالها من منظمة اسبانية غير حكومية. وأضاف المصدر، أن سكان مخيمات تندوف تفاجئوا باختفاء المعدات الطبية من طرف مجهولين منذ يومين، ليتبين بعد ذلك بيعها من قبل عصابة البوليساريو، بحسب ذات المصدر، مؤكدا في الوقت ذاته، عن عدم استعمالها منذ وصولها إلى المخيمات. وفي سياق متصل، أكد الصحفي والكاتب الإسباني، رامون مورينو كاستيا، من خلال مقال نشرته المجلة الإسبانية "أطلايار بين الضفتين" اليوم السبت، إن قضية تحويل المساعدات الإنسانية من قبل قادة "البوليساريو"، التي كشف عنها مؤخرا تقرير صادر عن المكتب الأوروبي لمحاربة الغش، "ليست سوى غيض من فيض". وأوضح مورينو كاستيا، في ذات المقال، أنه إضافة إلى ما كشف عنه المكتب الأوروبي لمكافحة الغش، فإنه يتعين، كذلك، التذكير ب"الانشقاقات والتطاحنات الداخلية حول السلطة بمخيمات تندوف، والتي باتت أكثر وضوحا من أي وقت مضى، وغياب حقوق الإنسان، وسحب الدعم من الجمهورية الوهمية لا سيما بأمريكا اللاتينية". وكتب هذا الخبير الإسباني في الشؤون المغاربية أن "الحقيقة هي أن مخيمات تندوف أضحت سجنا حقيقيا حيث تمارس كل أعمال التعذيب، في انتهاك ممنهج وصارخ لأبسط حقوق الإنسان بموافقة ومباركة الجزائر وقادة البوليساريو". وأضاف مورينو كاستيا، في هذا السياق، أنه "بات من الضروري الإشارة إلى أن قيادة البوليساريو كانت في السنوات الأخيرة موضوع اتهامات عديدة بالتعذيب"، مبرزا "تورط البوليساريو في عدد من الأعمال الإرهابية". وذكر كاتب المقال بفتح المحكمة الوطنية، أعلى هيئة جنائية بإسبانيا، تحقيقا في جرائم، "الإبادة الجماعية والاغتيالات والاختفاءات" التي ارتكبها عناصر "البوليساريو" ضد ساكنة مخيمات تندوف، مضيفا أن من بين المتابعين في هذه القضية، والبالغ عددهم 29 شخصا، على الخصوص، "الممثل السابق" ل"البوليساريو" بإسبانيا، إبراهيم غالي، و"وزير" الإعلام في "الجمهورية الوهمية" أحمد بطل، و"وزير" التربية البشير مصطفى السيد. وأوضح مورينو كاستيا، أيضا، أن سكان جزر الكناري لن ينسوا قط الهجمات الإرهابية التي نفذتها ميليشيات "البوليساريو" ضد الصيادين بهذا الأرخبيل في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، والتي قتل فيها عدد من البحارة.