اختتمت مساء أمس، الأحد 06 أكتوبر، فعاليات الدورة السادسة لمعرض الفرس، التي نظمت هذه السنة تحت شعار "الفرس أداة للإشعاع الحضاري للمغرب"، مسجلا حصيلة ونتائج جد إيجابية حسب المنظمين، ومستجيبا لطموح مختلف الفاعلين في مجال سلسة تربية الخيول الوطنيين والمشاركين وعموم المواطنين. وساهم هذا المعرض، الذي نظم ما بين 2 و6 أكتوبر الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في إبراز موروث تربية الخيول بالمغرب وإشعاع فنون الفروسية التقليدية ومختلف الحرف المتعلقة بالفرس على المستوى الدولي، وذلك بحضور تغطية إعلامية وطنية ودولية مكثفة. وأوضح العديد من زوار المعرض في تصريحات لوكالة المغرب العربي للانباء، أن هذه التظاهرة الكبرى عرفت طيلة خمسة أيام تنظيما احترافيا مميزا، وأنها ستساهم لا محالة في تطوير سلسلة تربية الخيول بالمغرب وستعزز بكيفية ملحوظة الاجراءات المتعلقة بتربية الخيول. وتعد هذه التظاهرة الاقتصادية والثقافية، التي سجلت حوالي 250 ألف زائر، بحضور 100 عارض، أرضية ملائمة لتبادل الخبرات والتجارب في مجال تربية الخيول، ومشاركة 20 بلدا من الدول العربية والأوربية التي تتميز في مجال تقاليد الفروسية مثل المملكة العربية السعودية وتونس، والجزائر وبلجيكا وألمانيا وهنغاريا وفرنسا وتركيا بوصفها ضيف شرف. ولقد نجح هذا المعرض، الذي يعد من بين أهم ملتقيات الفروسية بالعالم، أن يجمع بين كل الأبعاد المرتبطة بالفرس، التاريخية والرياضية والفلاحية والصناعة التقليدية والثقافة والعلوم. وتميزت هذه التظاهرة، التي ضمت أروقة "جهات المملكة"، و"الممولين"، و"الحرفيين"، و"المؤسساتيين"، و"فضاء دولي"، و"فضاء المربين"، بتنظيم عروض متميزة في الفروسية وهي عبارة عن لوحات في الترويض ورقصة للفروسية للخيول العربية - البربرية، وعرضا في الفروسية الفنية الحرة وفي الترويض، فضلا عن عرض كاروسيل من16 حصانا قدمه خيالة المديرية العامة للأمن الوطني، إلى جانب عرض في ترويض الخيول. كما استقبل المعرض، الذي نظم على مساحة 9 هكتارات ضمنها مساحة مغطاة تفوق 20 ألف مربع، ستة عشر سربة ممثلة لجميع جهات المغرب أدت، بعد زوال كل يوم، عروضا رائعة في فنون الفروسية التقليدية (التبوريدة)، فضلا عن تنظيم سلسلة من المحاضرات الثقافية والعلمية في محاور متعددة حول المستجدات في مجال الطب والجراحة عند خيول الرياضة، وقوانين التنقل الدولي للخيول، إضافة إلى عروض فنية للفروسية الاستعراضية فريدة من نوعها، جمعت بين أفضل الخيول المدربة، والفنانين الأفضل أداء في مجال الفروسية الاستعراضية العالمية، ومسابقات الحدادة العصرية، والفروسية الاستعراضية الخاصة بالبوني، والبيع بالمزاد العلني. ويهدف هذا المعرض، الذي شكل مناسبة للاحتفاء بالحصان في مختلف تجلياته وإبراز مكانة هذا الموروث، إن على المستويين الوطني أو الدولي، إلى الارتقاء بالمغرب إلى مصاف الأمم الكبرى في عالم الفروسية، ومناسبة لإبراز المكانة المحورية للفرس في التاريخ والهوية الثقافية الوطنية وفي الذاكرة الجماعية، فضلا عن بعده السوسيواقتصادي الهام الذي ما فتئت تكتسيه الخيول على مر القرون. كما شهدت هذه التظاهرة، التي نظمت من طرف جمعية معرض الفرس، برامج علمية وثقافية وترفيهية غنية ومتنوعة، وعرض دولي ل "جمال الحصان العربي الأصيل"، والمباراة المغربية لمربي الخيول العربية، والدورة الثانية من "البطولة الدولية للحصان البربري"، والمباراة الوطنية للحدادة العصرية، ومباراة الفروسية الاستعراضية الخاصة بالحصان قصير القامة "البوني"، إلى جانب نهائيات "الدوري المغربي الملكي". وفي الشق العلمي، تضمن برنامج المعرض تنظيم ندوات تهدف إلى تحسين إدراك المربين بمختلف الإشكاليات التي تعرفها تربية الخيول، مع منحهم الآليات وسبل التفكير الكفيلة بتجاوزها، وذلك من خلال مواضيع همت"معايير تقييم وقت الاسترداد بعد الجهد عند الخيول"، و"الحقن المفصلية عند خيول الرياضة"، و"الحركية الدولية للخيول".