يبدو ان التعاون الامني اصبح يفرض على دول اوروبا التوجه الى المغرب وبحث سبل التعاون معه في مجال مكافحة الارهاب والهجرة السرية والمخدرات، حيث قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني، إن المغرب وإيطاليا تجمعهما علاقات عريقة ثقافيا واقتصاديا وسياسيا ، مبرزا أن المغرب يمثل نموذجا للاستقرار في منطقة تقع فريسة لانعدام الأمن، وذلك بعد إجراءه مباحثات مع نظيره صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون، اليوم الثلاثاء، تمحورت حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات،حيث أوضح مزوار، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، أن "هذه المباحثات الغنية شكلت مناسبة لإبراز الإرادة المشتركة للبلدين في تعزيز وتنويع العلاقات التاريخية والمتميزة القائمة بين البلدين" مشيرا إلى أن العلاقات بين إيطاليا والمغرب كانت دائما علاقات صداقة وتفاهم وتعاون وطموح مشترك. وقال مزوار إنه "بعد ثلاثة أشهر فقط من تعيينه اختار جينتيلوني المغرب للقيام بأول زيارة له للمنطقة، ما يمثل رسالة صداقة ورغبة في توطيد العلاقات الثنائية الممتازة أصلا"، وأضاف "لقد قررنا باتفاق مشترك العمل ضمن الإطار الجديد للشراكة الاستراتيجية بين البلدين"، مسجلا أن الجانبين أبانا عن الإرادة الراسخة في تعزيز الروابط الثقافية والسياسية والمؤسساتية بين البلدين. على صعيد آخر، ذكر مزوار أنه خلال هذا المحادثات التي أبرزت الحاجة الملحة إلى بناء المستقبل على أسس جديدة تم التباحث أيضا بشأن الجالية المغربية المقيمة في إيطاليا، حيث توجد نحو 61 ألف مقاولة مغربية و مغاربة يشغلون مناصب المسؤولية. وأشار مزوار إلى أن هذه المباحثات تطرقت أيضا إلى الوضع الراهن على الساحة الدولية، خاصة التطورات الأخيرة في ليبيا والعراق وسوريا والساحل، مشددا على ضرورة عدم الخلط في كل ما يتصل بالحساسيات الدينية، وأضاف "لقد قررنا تعزيز المزيد من التعاون في المجال الأمني بين البلدين وعلى صعيد المنطقة ". ومن جانبه قال وزير الخارجية الإيطالي إن المغرب قام بإصلاحات مهمة ساهمت في تنمية المجتمع والمسلسل السياسي والاقتصادي، موضحا أن هذه الشراكة قد تتعزز أكثر بفضل، على الخصوص إطار جديد للشراكة اتفق الجانبان على وضعه.