في خطوة غير مسبوقة، دعا ملك المملكة العربية السعودية الجديد سلمان بن عبد العزيز هيئة البيعة في العائلة المالكة التي تضم أبناء وأحفاد الفقيد عبد العزيز آل سعود التي تتولى اختيار الملك ولي العهد إلى مبايعة الأمير مقرن كولي للعهد في البلاد اليوم الجمعة بعد صلاة العشاء، لكن من هو ولي العهد الجديد في السعودية؟ ولي العهد الجديد في السعودية هو الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود صاحب الابن الخامس والثلاثون من أبناء الملك عبد العزيز الذكور وأصغر أبنائه الذين على قيد الحياة، وهو من مواليد عام 1945 من أم يمنية وليس له إخوة أشقاء، وله من الأبناء 15 من زيجتين. صار وليا للعهد في السعودية إثر اعتلاء الأمير سلمان سدة الحكم بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وقد كان مقرن مقربا من الملك الراحل ويعد تقدميا قد يصبح الملك الأخير من "الجيل الأول" من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز. تلقى تعليمه الأولي في معهد العاصمة النموذجي في الرياض وتخرج فيه عام 1964 ثم أكمل دراسته في علوم الطيران في المملكة المتحدة وتخرج فيها عام 1968، والتحق الأمير مقرن بالقوات الجوية الملكية السعودية طيارا حربيا وكان بذلك أول طيار من أبناء الملك عبد العزيز، وظل يعمل في القوات الجوية الملكية السعودية حتى عام 1980 ثم عين عام 1980 أميرا لمنطقة حائل، وظل بهذا المنصب حتى عام 1999 عندما عين أميرا لمنطقة المدينةالمنورة. وفي 2005، عين مقرن رئيسا للاستخبارات العامة خلفا لأخيه الأمير نواف وظل يتولى المنصب حتى عام 2012 عندما عين مستشارا للملك ومبعوثا خاصا له، وعام 2013 عين مقرن نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء. وصدر أمر ملكي بتاريخ 27 مارس 2014 يقضي باختياره وليا لولي العهد. وحسب مصدر سياسي سعودي فإن سبعة أمراء من هيئة البيعة أعربوا عن تحفظات على تسمية مقرن في منصب ولي ولي العهد، ما يظهر وجود خلافات داخل أسرة آل سعود. وقال المحلل المتخصص في شؤون الخليج فريديريك ويري إن عبد الله قام من خلال تسمية مقرن في هذا المنصب بكسب بعض الوقت في مسألة الانتقال إلى الجيل الثاني، وحسب ويري فالاختبار الحقيقي سيكون مع موت سلمان، إذ أن مقرن لا ينتمي إلى الأجنحة القوية في الأسرة الحاكمة مثل الجناح المعروف ب"السديريين السبعة"، أي أبناء الملك عبد العزيز من حصة السديري، وأضاف "قد نشهد مناورات مكثفة من قبل أمراء الجيل الثاني ما قد يؤدي إلى سياسة خارجية أكثر اضطرابا وأكثر فوضوية". ومن خلال عمله في المخابرات، نسج الأمير مقرن علاقات قوية في الإقليم والعالم، ودخل على خط الملفات الأفغانية والباكستانية والسورية واليمنية واللبنانية بحسب مصادر دبلوماسية. وعاش الأمير مقرن تاريخا عسكريا حافلا بالانضباط والالتزام والنجاحات المستمرة، وحمل تاريخا حافلا بالإنجازات في كل منصب اعتلاه تاركا بصمة واضحة في المكان الذي شغله.